قريت في اول الصيف في مجلة "جون افريك" على جنس من الادب يعرف
"بأدب اثار الجروح" و هو جنس ظهر في الصين على اعقاب موت ماو و فيها برشة حكايات على العذاب الاليم و القمع للطبقة المثقفة و لكل نشاط سياسي معارض و الوجع اللي قاسى منو الشعب الصيني في خضم التجربة الماوية ..كلمة" اثار الجروح" قلقتني واثارت في برشة تأملات خاصة عند تذكري للي حكاولي على اضطراب فترة السبعينات في الكليات و في الشارع التونسي بصفة عامة .. قلت علاش ما نلصقهاش بالسينما و تولي "سينما اثار الجروح" خاصة انو جاء في مخي فيلم 'ولاد لينين' لنادية الفاني اللي شخصيا نرى اللي المخرجة ما افلحتش فيه لتركيزها نوعا ما على تاثرها بتجربة والدها المناضل الماركسي السابق و فيلم" صفائح ذهب" اللي يأرخ لمرحلة هامة من تاريخ تونس الحديث و هو ضرب السلطة للحركة التونسية اليسارية الماركسية المعروفة بافاق نسبة لمجلتهم برسبكتيف و الي رأت النور في اواخر السبعينات وهو فيلم للنوري بوزيد اللي قضى 6 سنوات في السجن بعد ما كان عنصر نشيط في الحركة هاذي اللي حذرت من مغبة تشخيص الحكم و احتكارو من قبل شخص واحد و حزب اوحد ما نيش بش نحكي ياسر على برسبكتيف اللي كلات على راسها من جرة السياسة الديمقراطية البورقيبية المثلى .. يعتبر صفائح ذهب من الاعمال القلائل اللي حكات على اليسار التونسي اذاكة علاش انا شخصيا نحسبوا وثيقة تاريخية ..الحاجة اللي تقلق في الفيلم هذا هو المسحة البكائية ...عالج النوري بوزيد القضية متاع الفشل على اساس انه مناضل ملتزم وموش فنان اي دون تفكير رصين في تحديد مسافة نقدية بينه و بين الاحداث المسرودة ...تلك المسافة التي كانت ربما تسمحلوا انو يوجد صيغة حكائية و فنية ملائمة و باهية في تناول عقبة هامة من تاريخ تونس ..ها النزعة المأسوية راوها النقاد تتجلى في مشهد الحصان في المذبح او اللقطات المتعددة اللي نرى فيها الدم يغمر الزنق اللي يتسكع فيها المناضل يوسف سلطان وهو سكران و محبط ...برشة فنانين علّمونا اللي يمكن التطرق الى اقسى التجارب و المحن بطريقة ساخرة هازئة غير انو النوري بوزيد ما ينتميلهمش لافتقار الافلام متاعو للمزاح و التهكم كيما قالها في نقاشات افلامو ..المزاح و النكتة هوما اعداء التكلس و التحجر الايديولوجي .."الادلجة"(جاية من ايديولوجيا ) المسطحة واضحة في فيلم صفائح ذهب مثال المواجهة في المذبح بين الاخوين العدوين , اليساري الماركسي و الاخ المتدين , هو مشهد ضارب في الواقع لكن واقع الحس العام و الخطاب الايديولوجي الهين و ليس واقع الفن و متطلباته التي لا تخضع للاسقاط الايديولوجي المبتذل و البدائي ..حركة الخوانجية نشأت على انقاض الحركة اليسارية ..هذا المعنى الاجمالي اللي يصرح بيه المشهد متاع المواجهة بين الاخوين ..توة نتساءلوا هل انو الامور تمت فعلا كما يقدمها نوري بوزيد في فيلمه ؟؟ تصوير ظاهرة الاسلاميين بهذه الطريقة السطحية ا ليس فيه اسهال و عدم وعي بالجذور العميقة و بالدوافع الدفينة لظاهرة لها جمهور عريض في الاوساط الشعبية و غيرها؟؟ قليلون هم المبدعين العرب اللي كانو ملحدين او لائكيين اللي حاولو يفهموا ظاهرة الخوانجية اي استبطان عالم الخوانجية بثوابتو و معتقداتو و شعاراتو و شعوذتو ..
الاشكال الثاني في صفائح ذهب هو اعتماد المخرج رمزية مبسطة جدا للتأكيد على قمع اليسار الماركسي و اجهاض احلامه من قبل الحكام ..هل كان ضروريا تصوير حصان خائر يذبح في المذبح ؟؟ و هل من المبرر لتكرار المشهد مرات عديدة ؟؟ ام هل ان التكرار يستجيب لرغبة ملحة لتكثيف العارض و هو التذكير بتجربة قديمة مؤلمة غير قابلة للاختزال او لعملية متاع "ديشارج " بسيطة؟؟هل ان السينما تلقى ضالتها في اعتمادها مبدأ اضطرار التكرار ؟؟ من ناحية اخرى
فما نقاد يقولو علاش ما كانش النوري بوزيد هو البطل عوض يوسف سلطان و عابوا عليه على الظهور الا في بعض اللقطات في صفائح ذهب مثلا نراه صحبة "عم خميس",رجل الشعب السكير المسن صديق اليسار يتدرب على لعبة "عقدة الحبل" الذي يتفنن فيها عم خميس و يفشل النوري بوزيد في المسك بسر اللعبة ..فهل في ذلك دلالة على خسارة اليسار الماركسي الرهان لانه لم يحذق فن اللعبة ؟؟ لعبة الدهاء و الخبث و عدم اخذ الامور بجدية مفرطة ؟؟ ام هل فشل اليسار الماركسي لانه لم ينفذ الى روح الشعب و لغته ؟؟
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
ما تنساش إلّى الفيلم هذا قديم برشة، عندو عشرين سنا تو، و إلّى لستتيك هاذيكا كانت مواكبة وقتها، نرا إنّو إذا كان يتحط الفيلم هاذا فى إطارو التاريخى يكون التحليل أنجع، معناها يتقارن الفيلم بأفلام أخرى من نفس الفترة و يتحط في إطار الظروف السياسية إلّى خرج فيها، بالضبط كيما مايكنغ أوف إلّى نابع من حقيقة إجتماعيّة و سياسيّة متاع العامين الثلاثة لخرانين
RépondreSupprimerjoli blog politico-religieux bonne continuation....
RépondreSupprimerxibilius®