jeudi 23 juillet 2009

الابيكورية و الفكر الاسلامي


قعدت المدرسة الابيكورية اكثر من 5 قرون صامدة في وجه اعدائها ووفية لتعاليم مؤسسها ابيكور على عكس الانشقاقات و التشيع اللي عرفتها المدارس الفلسفية الاخرى و بما انو الديانة المسيحية ما تسلم منها اي مدرسة من الحل و تشويه المذاهب متاعها ..عرف انصار المدرسة الابيكورية اتهامات الالحاد و الزندقة الى درجة انو الملحدين و المفكريين المتحررين كانوا ينعتوهم بالابيكوريين على خاتر كان اسم ابيكور رمز متاع عدو المسيح اللدود و تواصل ها الموقف حتى القرون الوسطى ..مباعد في عصر النهضة في ظل احياء التراث الهلينتسي القديم و المصالحة مابين مذاهبها الفلسفية و الدين المسيحي عرفت الابيكورية شوية اعتبار مثال" ايراسم " بذل مجهودو بش يوصل للتوفيق اللي حكيت عليه و قال اللي المسيحي هو تلميذ ابيكور الافضل و "مونتاني" رغم استهزاؤو بالمذهب الذري كان ابيكوري من جهة اعجابو باخلاق اللذة و شاخ على النصيحة الداعية الى "تحويل الفكر من الامور المحزنة الى الامور المفرحة" و لقد ساهم شارون باعادة الاعتبار الى ابيكور فنادى بتطهير الدين الحق من الخرافات المولدة للكدر في انفس المؤمنين و هكذا انتهت المعركة ضد اللذة بوصفها مخجلة للفيلسوف و جاء عهد "الفضيلة الجميلة الممتعة..عدوة الكرب و الاكراه و الخشية" و في القرن 17 ما وخرش ديكارت بان الفضيلة القاسية و المحاربة للذة ما كان عندها من الانصار غير المكروبين او ذوي العقول الغافلة عن الجسد " بينما لم يبتعد ابيكور عن الصواب و قتلي رد السعادة في المتعة عموما اي في انبساط الفكر و رضاه.. كما تحمس غاسندي لمذهب ابيكور و كرسلو جانب كبير من اعمالو و نصبه قبالة الارسطيين و الديكارتيين..و نشر الترجمة اللاتينية للباب العاشر من كتاب ديوجان بش يعبر عن نزعة ابيكورية جديدة تربط ما بين الذرية القديمة و الميكانيك المنطورة في القرن17 ..و كان هوبس زادة ابيكوريا باعتناقو للمذهب الذري القديم و سبينوزا اللي كانت فلسفتو الاخلاقية عبارة عن تأليف بين الابيكورية و الرواقية و شهد اتباع غاسندي في القرن 18 انتشار كبير لاخلاق اللذة مثل سانت افرمونت بانجلترا و هلفسيوس بفرنسا
بالنسبة لنظرية اللذة ماكانش عندها تاثير عميق في الفكر الاسلامي الوسيط و اللي تشيرلوا بعض الدراسات اللي ممكن يكون فما توافق ما بين نفهوم اللذة الابيكوري و مفهوم الرازي للذة باعتبارها ليست شيى اخر سوى الراحة من الالم كما انو اهتمام الرازي باللذة الابيكورية ما وقفش في حد التعبير بها و انما كان مذهبو الاخلاقي يقوم على نزعة هيدونية تجعل منو ابرز تلميذ لابيكور في العالم الاسلامي ..فيما يخص افكار ابيكور فيما يخص الذرة و انقسام المادة نقاو المسلمين اهتمو ا بالامر :
و منهم علماء الكلام في العصر العباسي بطريق مباشر أو غير مباشر أمثال أبي الهذيل العلاف(3) (849م)، ومعمر بن عباد (89م)، وهشام الفوطي (833م) من المعتزلة. ثم تبعهم الأشاعرة زمرة أبي الحسن الأشعري (935م)، (4).‏

وخلاصة أقوال المتكلمين من معتزلة وأشاعرة بهذا الصدد هي أنَّ الأجسام البسيطة الطباع مركبة من أجزاء صغار لا تنقسم أصلاً وقيل فعلاً، وقيل من أجزاء غير متناهية.‏

ثم تبع المتكلمين الطبيب الفيلسوف أبو بكر الرازي (932م)، الذي شيد صرح مذهب ذري مشهور يشمل فيه التركيب الذري الهيولى والخلاء بحيث يكون الجسم تركيباً لهذين الصنفين من الذرات؛ فالأجسام عند الرازي تتألف من أجزاء الهيولى لا تتجزأ، ومن الخلاء تتخللها، وللأجزاء التي لا تتجزأ حجم، وهي أزلية، ويسمي الرازي الهيولى المؤلفة من أجزاء لا تتجزأ متفرقة، وقبل أن تتصور بصورة الأجسام والعناصر "الهيولى المطلقة"(5).‏

ونفى المذهب الذري فلاسفة الإسلام الذين ذهبوا إلى أن الأجسام متصلة في نفسها، كما هي عند الحس قابلة لانقسامات غير متناهية. ونقصد بفلاسفة الإسلام الشيخين أبا نصر "الفارابي" (950م)، وأبا علي "ابن سينا" (1027م)، وغيرهم من المشائين الذين تابعوا أرسطو الذي استشنع قول القائلين بالجزء الذي لا يتجزأ.‏

وأما الإشراقيون كالشيخ المقتول "شهاب الدين السهرورودي"(ت1191م)، الذي تابع أفلاطون، فذهبوا إلى أن الجوهر الوحداني المتصل في حد ذاته قائم بذاته غير حال في شيء آخر لكونه متحيزاً بذاته، وهو الجسم المطلق، فهو عندهم جوهر بسيط لا تركيب فيه بحسب الخارج أصلاً(6).‏

ولقد ذهب المفكرون العرب المسلمون القدامى بصدد الجزء الذي لا يتجزأ إلى أربعة احتمالات:‏

أولها: كون الجسم المفرد مؤلفاً من أجزاء متناهية صغار لا تنقسم أصلاً أي لا كسراً ولا قطعاً ولا وهماً ولا فرضاً، وهو مذهب جمهور المتكلمين. وقيل لا تنقسم فعلاً ولكن تنقسم وهماً وفرضاً، وهو مذهب طائفة من القدماء.‏

وثانيها: كون الجسم مركباً من أجزاء غير متناهية صغار لا تنقسم أصلاً وهو ما التزمه بعض القدماء والنظام (845م)، من متكلمي المعتزلة، وكان النظام بين متكلمي المعتزلة أكبر خصوم مذهب الجزء الذي لا يتجزأ، وقد دعت مهاجماته له أصحاب هذا المذهب إلى التفكير في أصوله وأرغمتهم على طلب أدلة تثبت أمام النقد.‏

وثالثها: كونه غير متألف من أجزاء بل هو متصل من نفسه كما هو عند الحس لكنه قابل لانقسامات متناهية، وهو اختاره محمد الشهرستاني.‏

ورابعها: كونه غير متألف من أجزاء، بل هو متصل من نفسه كما هو عند الحس لكنه قابل لانقسامات غير متناهية، وهو ما ذهب إليه الحكماء (الفارابي، وابن سينا، الخ..).‏

وعلى تقدير ثبوت الجوهر الفرد فلا صورة ولا هيولى ولا ما يتركب منهما(7)، بل هناك جسم مركب من جواهر فردة كما ذهب إليه ذي مقراطيس. وكان قد قال:‏

إن مبادئ الأجسام أجسام صغار صلبة لا تقبل الانفكاك وإن كانت قابلة للقسمة الوهمية(8).‏

ويذكر ابن حزم (1063م) لمؤيدي مذهب الذرة (المعتزلة)، خمسة أمثلة على وجود الجوهر الفرد، منها:‏

ـ لو لم يوجد الجوهر الفرد لكان الماشي الذي يقطع مسافة متناهية، يقطع مالا نهاية له، لأن هذا المسافة تقبل القسمة إلى غير نهاية.(تخلص النظام من هذه الصعوبة بأن قال بالطفرة).(9).‏

ـ لوكان لا نهاية للجسم في التجزؤ لكان في الخردلة من الأجزاء التي لا نهاية لها مثل مافي الجبل.(اضطر النظام إلى التسليم بهذا الدليل).‏

ومما قاله أبو بكر الباقلاني (1012م)؛ لو كان انقسام الجسم لا نهاية له، لكان لا نهاية لما في الفيل ومافي النملة من أجزاء حيث قال في كتابه "التمهيد في الرد": "والدليل على إثبات (الجوهر الفرد) عِلمنا بأن الفيل أكبر من الذرة (النملة). فلو كان لا غاية لمقادير الفيل ولا لمقادير الذرة لم يكن أحدهما أكثر من مقادير من الآخر. ولو كان كذلك لم يكن أحدهما أكبر من الآخر كما أنه ليس بأكثر مقادير منه"(10). ويذكر الايجي في المواقف مثال الخردلة والسماء، ويستعين فخر الدين الرازي (1210م)، في "المباحث الشرقية"، عند بيان هذا البرهان بهذا المثال على صورة تختلف قليلاً؛ فيقول: لو كان الجسم يقبل تقسيمات غير متناهية لصح أن يوجد من الخردلة ما يغشي به وجه السموات السبع، وذلك محال، فما أدى إليه مثله.‏

وعبر أبو الريحان البيروني في مراسلاته المشهورة مع ابن سينا عن تعاطفه مع مذهب الجوهر الفرد لكنه لم يحسم المعضلة لافتقاد الأدلة المخبرية، إذ يعترف بوجود مصاعب في هذه النظرية(11)، ففي المسألة الرابعة يسأل البيروني ابن سينا:‏

"لم أستشنع أرسطو طاليس قول القائلين بالجزء الذي لا يتجزأ، والذي يلزم القائلين بأن الجسم يتجزأ إلى ما لا نهاية أشنع، وهو أن لا يدرك متحرك متحركاً يتحركان في جهة واحدة، ولو كان المتحرك متقدماً منهما أبطأ حركة؟.. ولنمثل بالشمس والقمر الخ....".(12).‏

فأجاب ابن سينا: "إن قول أرسطو طاليس بأن الجسم يتجزأ إلا ما لا نهاية، ليس يعني أنه يتجزأ ابداً بالفعل، بل يعني به أن كل جزء منه له في ذاته وسط وطرفان. فبعض الأجزاء يمكن أن تفصل بين جزئيه اللذين يحدهما الطرفان الواسطة، وهذه الأجزاء منقسمة بالفعل....".(13). وخلاصة إجابته: أن أرسطو أنكر تقسيم العناصر إلى هذا الجزء علمياً ولم ينكره نظرياً. وكان هذا الجواب من أقوال الرازي، لذلك وثب البيروني قائلاً: هذا جواب محمد بن زكريا، فمتى صار مأخوذاً برأيه، وهو مكلف فضولي!..‏

واشترك في الحوار العلمي هذا أبو سعيد أحمد بن علي المعصومي، أحد تلامذة ابن سينا، وتكفل بالرد على البيروني (14)، والمنقول عن الحكماء أنهم احتجوا على نفي الجوهر الفرد بوجوه سبعة.‏

وقد تناظر الفريقان، ومما جاء في مناظرتهم قول الفريق الأول: "لو كان الجسم مؤلفاً من أجزاء غير متناهية بالفعل لزم أن لا يقطع المسافة المحدودة إلا في زمان غير متناه، لأن قطع المسافة المحدودة يتوقف على قطع أجزائها غير المتناهية، وقطع الأجزاء غير المتناهية لا يكون إلا بحركة غير متناهية في زمان غير متناهي الأجزاء....).(15).‏

ويطرح أبو البركات ابن ملكا البغدادي (1152م)، في "الكتاب المعتبر في الحكمة"، رأياً فيه جدة يذهب إلى ذرية الأرض، ويدحض في الوقت نفسه ذرية الماء والهواء والنار، يقول: "فالارض والأرضيات من المعادن والنبات والحيوان كلها هكذا، فمتصلها ينفصل بعسر، ومنفصلها لا يتصل بسهولة، ويبقى على انفصاله، وأكثر الموجود فيها رمال وتراب متجزئة إلى أجزاء صغار، ويتسلط عليها التصغير بالدق والسحق إلى حد يخفي آحاد الأجزاء عن أبصارنا".(16).‏

ولقد عُرف أبو البركات بقوله بضرب من الذرية الهندسية الرياضية خلاصتها: تركب الجسم من السطوح، والسطوح من الخطوط، والخطوط من النقط. يقول: "فنهاية الخط الذي هو طول لا عرض له وقطعه يسمى نقطة، ونهاية السطح الطويل العريض الذي لا عمق له وقطعه خط، ونهاية الجسم الطويل العريض العميق وقطعه سطح ما فهذه تسمى نهايات إلا أن السطح الذي هو نهاية الجسم له نهاية أيضاً فيما فيه امتداده، أعني في طوله وعرضه إذ لا عمق له، والخط له نهاية في طوله إذ لا عرض ولا عمق له، والنقطة التي هي نهاية الخط لا نهاية لها إذ لا امتداد لها في جهة، فلا يقال عليها التناهي واللا تناهي بل هي نهاية لا تتناهى ولا لا تتناهى"(17).‏

ويمكن التقصي عن هذا المقام بأن القائلين بتركيب الجسم من السطوح هم المتكلمون القائلون بالجوهر الفرد، فإنهم طائفتان؛ طائفة، وهم الأشاعرة القائلون بأن المركب من الجوهرين جسم. وطائفة أخرى يرون أن المركب من الجواهر الفردة لا يكون جسماً إلا إذا كان طويلاً عريضاً عميقاً، فيتركب الجواهر على سمت، فيكون خطأ، ثم يتركب الخطوط فتكون سطحاً، ثم يتركب السطوح فيكون جسماً.)(18)، وقد رفض جمهور الحكماء هذه الذرية الرياضية.‏

إذاً فالمذهب الذري الإسلامي دخل في الرياضيات، فالنقطة الهندسية هي الجوهر الفرد، وبهذا الصدد يقول أبو المعالي الجويني إمام الحرمين (1085م)، إن الكرة الحقيقية إذا وضعت على سطح بسيط حقيقي فإنها إما أن تماسه بجزء منها لا ينقسم فيكون هذا هو الجوهر الفرد، وإما أن تماسه بجزء ينقسم فلا تكون كرة، بل سطحاً بسيطاً، وهو خلاف الغرض(19).‏

والشهرستاني (1153م)، في "نهاية الأقدام"، يعتمد على فكرة الدائرة عند محاولته إثبات الجزء الذي لا يتجزأ، وفكرتها تقوم على أنه يستحيل أن نتوهم في وسط الدائرة أكثر من جزء واحد لا ينقسم، وهو في الحقيقة أمر جائز توهمه إذا لم يكن للجزء قسط من المساحة. ويحكي عن الجويني أنه سلك في سبيل إثبات الجزء مسلكاً اعتمد فيه على ضرورة ملاقاة الكرة للسطح البسيط بجزء منها لا ينقسم.‏

ونلقى الشهرستاني يدلل على السطح البسيط المنتهي بحد فيقول: لما كان الحد خطأ، وكان طولاً لا عرض له، فإن للجسم نهاية هي الخط فإن كان هذا الخط الذي ينتهي به الجسم منقسماً في العرض لم يكن خطأ، وهو وإن انقسم طولاً فإنه ينقسم إلى نقط، وهذه لا تنقسم، وهذا هو الجوهر الفرد في نظر المتكلمين(20)، أي الذرة بلغة العصر. واعتبار الجزء الذي لا ينقسم نقطة رياضية كان موئلاً أخذ منه الفلاسفة الإسلاميون أسلحتهم لمنازلة أصحاب مذهب الجوهر الفرد. والنقطة موجودة بالاتفاق، أما عند المتكلمين فلأن النقطة هي الجوهر الفرد، وهو موجود، أما عند الحكيم فلأنها طرف الخط الموجود، وطرف الموجود موجود، والنقطة لا تقبل القسمة، فإن كان جوهراً كما هو عند المتكلمين فهو المطلوب لأنه حينئذٍ وجد جوهر ذو وضع لا يقبل القسمة، وإن كانت النقطة عرضاً كما هو عند الحكيم لم ينقسم محلها لأنه لو انقسم محلها لانقسمت بانقسام محلها أيضاً لأن الحال المنقسم لابد وأن ينقسم وإذا لم ينقسم محل النقطة يلزم المطلوب لأن محل النقطة ذو وضع غير منقسم، فإن كان جوهراً يلزم وجود جوهر ذي وضع غير منقسم وهو المطلوب. ويزيد أبو الثناء شمس الدين الأصفهاني على ذلك بقوله: "ولقائل أن يقول النقطة عرض ومحلها خط منقسم، وانقسام محلها لا يقتضي انقسامها لأن الحال في المنقسم إنما يجب انقسامه إذا كان حلوله في المحل من حيث هو منقسم، أما إذا كان حلوله في المحل لا من حيث هو منقسم فلا يلزم من انقسام المحل انقسامه، والنقطة حالة في الخط من حيث أنه لا ينقسم لأن النقطة إنما تحل في الخط، والخط من حيث التناهي والانقطاع غير منقسم، فلا يلزم من انقسام الخط انقسام النقطة"(21).‏

وهكذا عرف المشرق العربي الإسلامي في العصر الوسيط مدرسة ذرية رياضية، طبقت الفرضية الذرية في حساب المتناهيات في الصغر(22)، وكان من أبرز أعلامها نصير الدين الطوسي (1274م)، وقطب الدين الشيرازي (1311م)، فكان الجوهر الفرد إرهاصاً لعلم النهايات، ثم حساب التفاضل والتكامل.‏

ويلاحظ أن دراسات أبي سهل ويجن بن رستم الكوهي الذي كان سنة 988م، رئيساً للمرصد الذي أنشأه شرف الدين البويهي في بغداد هي التي مهدت الطريق أمام علماء النهضة في أوروبا في الشأنين التاليين:‏

1 ـ طريقة النهايات الصغرى والكبرى كما يحدث في منحنيات القذيفات (القطع المكافئ).‏

2 ـ طريقة إيجاد أطول المنحنيات والمساحات المحصورة بينها وبين الإحداثيات الأفقية أو الرأسية ثم حجوم مختلف الأشكال والمدورات، ثم مراكز أثقالها.‏

في حين انو الاشاعرة اهتموا بنظرية محدودية الانقسام و استخدموها وفق حاجياتهم ليستخلصوا منها القدرة المطلقة للاله الخالق للكون و المدبر لشؤونه و..فالحاص اذن ان المذهب الذري الاسلامي يقوم على خلفيات دينية ما نجموش ننكروها و ربما كانت ها الخلفيات هي الي سمحت بتطور ها المذهب و اعطاؤو ابعاد ما تعطاتش قبل ..الامر الملفت للانتباه ان المذهب الذري الابيكوري رد صاحبو ينكر القول بالخالق و العناية الاهية في حين انو نفس المذهب على العكس سند رئيسي للاشاعرة في وقوفهم ضد القدرية المؤمنة بحرية الانسان و اثبات لقدرة الله الطلقة و حدوث العالم و خلق الله المستمر له .

vendredi 10 juillet 2009

فكر بغيرك

وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ

لا تَنْسَ قوتَ الحمام

وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ

لا تنس مَنْ يطلبون السلام

وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ

مَنْ يرضَعُون الغمامٍ

وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ

لا تنس شعب الخيامْ

وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ

ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام

وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ

مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام

وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك

قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام


محمود درويش

mardi 7 juillet 2009

القرآن عند المعتزلة


ممّا لا شك فيه و لا اختلاف انّو تاريخ الاسلام عرف برشة رجال مفكرّين اجتهدوا و كمبسوا مليح و حاولو يخالفو العادة و محاكاة افكار الاخرين السابقة و جرّبوا ينظروا للاسلام من زوايا متعددّة من خلال طرح اشكاليات عديدة لكنهم في المقابل ما لقاوش يد المساعدة من عند رجال الامّة اللي حبوا ينظرو للمسائل من واجهة وحدة تمشي مع مصلحتهم الضيّقة ومن بين المفكرين نقاو الجماعة المتحررة "المعتزلة" اللي طرحوا برشة اشكاليات تحسسنا بانو العرب عندهم ما يقولو في رواحهم فيما يخص المنطق و علم الكلام ..من بين الاشكاليات نقاو اعتقاد المسلمين و نظرتهم للقرأن و دورو في تكوين العقيدة(دوقم) من طرف رجال الدّين....في الواقع اسئل اي واحد يعرضك في الشارع قولو "شنوّة توحيلك كلمة قران ؟؟؟؟" توة يقولك "كلام ربّي "...منذ قرون و العباد معدّلة طاسة مخّها على فكرة انو القران هو كلام ربي المقدّس و هو الشي الي خلّا الانظمة التيوقراطية ترد ها المعتقد عقيدة و تحكم بحكم الاهي و عندكم الانظمة السياسية في العصور الوسطى كافضل دليل ....ها الحكاية تمثّل تواصل للوضع السائد منذ العصور الظلامية على خاتر القران عندو فترة ما عادش يمثل قادح للنقاش و تبادل الاراء و التاملات في ظل تطفية الضو متاع الفقهاء المعاصرين على نظرة المتحررين و عصارة ذهنهم فيما يخص القران ..
عدم التفكير في القران نراه ميراث اسود بدينا فيه من القرن 12 م و السلط الدينية عاملينو حاجز قدام التناقش و الحوار فيما يخص الدين باسم "الثبات" و "الوحدة" بش تكون رقابة اجتماعية و تولي "صنصرة" لاي فكرة مخالفة للمعهود

المسلمين متاع توة ما ينجموا يكونوا كان ورثاء البوليس الديني اللي يمنع البحث و التمحيص و الي يهمش و يقتل اي حاجة خمموا فيها المعتزلة في بداية القرن 9 م حتّى اخر القرن 11 م و الي حبست في زنزانة ضيقة انتاج 3 قرون متاع ابداع فكري .....حسب المعتزلة كلام ربي موش ساهل بش البشر يوصلولو و دليلهم على ذلك موجود في سورة البروج

بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيد "21 "فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ"22 "

يعني القران موجود في السمّاوات بما انو في لوح محفوظ و نزول نسخة منو من السماء للارض ينجم يخلينا نخمموا في عملية تاويلية و اللي الرسالة الاهية تتفاعل و تتاقلم مع اللغة متاع الانسان و الي هي في هذه الوضعية متاع الاسلام العربية ..بعبارة اخرى القران اللي نعرفوه يمثل ترجمة للمنطق الاهي ( سامحوني ما قيتش كلمة اخرى غير "منطق" كان عندكم اعطيوني كلمة اخرى) غير المعروف و المتعالي علينا بالطبيعة للغة البشرية ....يعني الكتاب (المصحف )اللي نقراو منو ماهوش كتاب سماوي ..اما يمثل "تحديث" لام الكتاب" نقاو في سورة الرعد

" يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ

يعني النموذج القراني الامثل ماهوش "ترنسميسبل" اما النموذج القراني الارضي الي نقاوه في المصحف يمثل "الهام" من النموذج الاهي الامثل حسب رؤية المعتزلة بطبيعة الحال......من هذا المنطلق المعتزلي نجموا نخمموا في حاجة اخرى : بما انو الانسان داخل في الحكاية نجموا نقولو الي القران موش حاجة الاهية مية بل مية ..و الله اعلم

مقاربة كيما هاذي تخلي الانسان المسلم يخمم في الرسالة الملهمة من خلال النظر في مصطلحات افلاطونية (النموذج الامثل و افتراضات "التحديث").. و كي نخزروا من ناحية اخرى للمعتزلة نقاوهم يبعدوا اللاه على العالم المادي المحسوس و ابتذال الافعال البشرية و نحسوهم يقربوا للفكر متاع سبينوزا ..المعتزلة جعلوا الاه حاجة لازمة و جردوه من مسالة الخير و الشر و اعطاو للانسان حريتو و مسؤليتو تجاه افعالو و جعلوا الاه "حكم " يوضح اختياراتهم من خلال تعريضهم للحقايق الصايرة في الارض

الاطروحة المعتزلية تمثل معطيات لوضعية منطقية بش يشوفوها المسلمين بش يستوعبوا ربما فكرة موجودة في "ل اتيك" متاع سبينوزا متاع الاه المنيع من التشويهات الانسانية .

انتوما تشوفو اللي مثل ها التحاليل تنجم تؤذي مصالح المسلمين و من هنا نجم نتسائل على تفسير علاقة الدين بالسياسة و توظيف الدين للتسييس

فهل من الضروري ان يكون خضوع الديني للسياسي طريق يوصل الشعوب لبناء دولة ديمقراطية؟؟؟؟؟؟؟

jeudi 2 juillet 2009

انا ماذبيّ...نعيش بكيفي... في حريّة


اليوم بش نتلهى بمشكل" الحرية" من وجهة نظر عالم الوراثة "البار جاكوار" انطلاقا من مقاربتو الفلسفية اللي جات في صيغة محاورتو لتلاميذ الاقسام النهائية بمعية استاذتهم متاع الفلسفة متاعهم اللي ادارت الحوار (ما صاب يوليو في تونس يعملوا هكة ..اما يبطى ياسر) خلي الفلسفة اللي نظنها بداية لحرية التفكير تبعد عن شكل "الكور ماجيسترال" و تولي فرصة للحوار و التناقش وفق مقتضيات التفكير ( التعريف و الاشكلة و الحجاج.....) بش نقّصوا من الخوف من الفلسفة من جراء الاعداد الطايحة عند التلاميذ و الاّ استنقاص قيمة الفلاسفة اللي ما هوش من توة( من وقت طاليس و ممكن قبل)...ما نزيدش نطول عليكم ..نعطيكم نص الحوار .

التلاميذ: بما انّو اختصاصك علمي نعتقدوا اللي رؤيتك لازمها تكون واضحة و دقيقة للظواهر الطبيعية و بما انّنا نعلموا اللي العلوم بصفة عامة تقوم على (الديترمينيزم)...نحبّوا نتسألو هل انك تنكر "الحرية"؟؟؟؟؟

الاستاذ جاكوار: تعطشنا للحرية راجع بالاساس للميزة اللي ما يملكها كان الكائن البشري اللي هي التفكير في "غدوة"...الحيوانات ما عندهم كان كان الماضي و الحاضر و حتّى وقتلي نشوفو في سلوكاتهم اللي تظهر تهدف الى حاجة مستقبلية ما هي الا لنتيجة لاحداث ماضية و حاضرة...احنا افراد الجنس البشري اكتشفنا المستقبل هو السبب اللي خلانا نتساءلوا على شنوة بش يصير في المستقبل و منها جاء الاحساس بالخوف و الاحساس بالامل و رغبتنا انّو المستقبل نردوه متماشي مع امالنا...السؤال المطروح :ياخي نجمّوا نبدّلوا مجرى الاحداث بأفعالنا ؟؟؟؟؟
الجواب ما نجموش نأكدوه بنفس الطريقة اللي ما نجمّوش نبيّنوا وجود حقيقة خارجة علينا ...و هكّة يوليو برشة "سوليبسيست" يخممّوا اللي احنا ما ناش عايشين بالحق و اللي ما ذابينا نصرّحوا اللي ها العالم ماهو في حقيقتو الاّ "وهم" ناتج عن التجربة الحسية المباشرة ...الصعوبة المنطقية تجي من انّو في بالنا برواحنا بش نبدّلوا ها العالم اللي عايشين فيه و نسينا اللي احنا مكون من مكوّناتو :معمولين من نفس العناصر الكيميائية اللي معمولة منها المكونات الاخرى و تحكم فينا القوانين الكونية الاساسية.
نجموا نطورو فكرة لابلاس اللي تقول اللي العالم في الوقت "و"(وقت=و)ا يحدد حالتو في الوقت "(و+1)" (مبدأ دومينو تطيح كعبة يهبطوا اللي في جرتها) ..يعني كل حرية وهمية !!!
اما فكرة لابلاس ما خذاتش بعين الاعتبار اكتشاف"بوانكاري" اللي بلورو في مشكلة "الاجسام الثلاثة"اللي يقول الي ما نجّموش نعرفوا اخر نتيجة في السلسلة متاع "ديترمينيزم" متابعة..خاتر النتيجة الاخيرة المنتظرة مربوطة بشروط متاع انطلاق ..و بما انّ معرفتنا لشروط الانطلاق محدودة يعني معرفتنا لنتيجة الاخيرة محدودة ..الملاحظات هاذي الكل ما تعطيناش الفرصة بش نبينوا ياخي نجموا نتمتعوا بالحرية و لاّ"لا"..كل واحد فينا ينجّم يزعم اللي هو "حرّ" على الاقل في وسط الضوابط اللي عملها الكون و اللي ساعات العلم ما ينجمش يوّضحها بدقّة.

التلاميذ: توة عنّا قداه نسخايبو احرار و احنا نفسانيا مكبلين بلا وعينا و اجتماعيا بالاحكمة المسبقة و الا مساواة كيما نجهلوا الاسباب الحقيقية الي تحرّك فينا ..بش نسألوك هل
انّو الاحساس بالحرية "احساس وهمي"؟؟؟؟؟؟

الاستاذ جاكوار: انا نرى اللي اي فرد محكوم بالبرنامج الوراثي اللي جايني من موروثي الجيني ..و بالاراء و التصرفات الي جايتني من موروثي الثقافي و الناس اللي عايشة معاي .. نعتقد الي انا "نتاج " تاثيرات نفسية امّا بالرغم من هذاكة ...نحاول نبني روحي بناء ذاتي يخليني نزيد للي عندي في الوقت الحالي و خاصة في المستقبل ..كان جيت نتاج تاثيرات خارجية فقط ماني نكون "منتوج صناعي" اي نهاية لسلسلة من الاسباب...امذا بنائي لذاتي هو اللي يخليني نتحول من مستوى "الشيء " الى مستوى "الشخص"...ما دامني نجم نحكي على روحي بصيغة ضمير "هو" و هي حاجة ما يشاركني فيها كان جنس البشر ...الحاجات و الصفات اللي فيّ تنجم تكون" لبنات" بش نبني بيها روحي ..التاثيرات نجم تكون مشجعات تعاوني على الاختيار و موش اسباب تلزّم علي نعمل حاجة معينة..مثال تاثيرات اللاوعي قادرة بش "تدفعني" اما موش "تجبرني"..صحيح هرموناتنا هي اسباب تصرّفاتنا اما نجموا نردوها ادواة طيعة و موش نقعدوا تحت سيطرتهم ...هرموناتنا الجنسية تحرّض فينا على ممارسة الجنس اما احنا نجموا نردوها اداة للحنان و الحب .


التلاميذ: توة انت قلت الحرية ما نجموش نبينوها و لا حظنا الي انت تحكي على كما انو الحرية حاجة واقعة و صايرة بش ما نقولوش قيمة
الاستاذ جاكوار: الحرية ما هي الّا اختراع بشري شانو شان الحقوق و الحب ..هي جزء من الحقيقة اللي عملناها احنا ملّي وعينا بذواتنا ...احنا البشر نعملوا سلم طبقي للقيم مثالا المجتمع الديمقراطي يعمل اختيار ما بين حرية مساواة اخوّة و الا عمل اسرة وطن ...الحرية تنجم تكون ساهلة باقل ما يمكن من الموارد(القوانين مثلا)...القوانين تدخل في العبة لحماية الحريّات ..اما مشكلتها انها ذاتية و جاية بعد التخلص من القوانين السابقة

التلاميذ: تنجمش تعطينا "مفهوم" للحرية؟؟؟

الاستاذ جاكوار: الحرية ما نجموش نحددولها مفهوم الا برجوع الى كيفية بناء كل واحد لنفسو بمساعدة الاخرين...و بالتالي ما هيش امكانية فعل اي شي خاتر نحبو نعملوه
الحرية هي القدرة على صنع نسيج مع الاخرين ..ماهيش ممارسة فردية...القولة "توفى حريتك كي تبدى حرية غيرك" توحي اللي لازمنا نكونوا زوز من الناس على الاقل بش يبدى الواحد حر..بعبارة اوضح وضع قواعد للعيش الجماعي ترضي كل واحد ...الحرية ما تتكسبش ضربة وحدة لازمها تتاقلم مع العالم اللي نعيشوا فيه ...نجم نعتبروا الخلق عمل فردي و بناء فرد وقت ..بما انو فردي ما هوش مكبل بضوابط جماعية ..الشاعر و الرسام ما يدافعو على حقهم في الانتاج كان وقت العرض امام الناس ...في المجتمع صعيب بش تتعرض حاجة مخالفة للعادة متا 'اونتي كونفرميست' و ما دام العباد هكاكة ديمة يقعد الضغط على المبدعين و تزيد رغبتهم تقوى اكثر نلخص هذا في قولة ميتران"احترام الناس للّي ناس الي يخلقو هو بارومتر الحريات"

التلاميذ:شنوة رايك في التشدد و التعصب؟؟؟شنوة رايك في الصنصرة ؟؟؟

الاستاذ جاكوار:بصراحة نحب كل شي يتقال حتى الكلام المعادي للعرق و المعتقد و الافكار..اما لازم تكون عنّا التربية اللازمة بش ما نردوش الحوار حرب حامية الوطيس ..كيما نرى الي الصنصرة مشروعة في حالة البورنوغرافيا و العنف الشديد اللي تنجم تاثر على ذوي الانفس الضعيفة و الاطفال