jeudi 13 août 2009

هذا هو الله كما اتصوره

كانوا كلهم يتحدثون عن الله كشرطيّ..
يأخذ الناس الى الحبس ..
و يشنقهم بطريقة غامضة ..
اما انا فقد كان الله صديقي..
كنت اتصوره بستانيا لديه حديقة كبيرة..
مفتوحة ليلا نهارا لكل المواطنين في العالم..
كان في الحديقة اشجار تنظم الشعر في الليل ...
وتأخذ قيلولة في النهار ...
وكان فيها عصافير تمتهن التأليف المسرحي..
و كان الغروب فنانا هوايته التصوير بالالوان الزيتية...
وكان في الحديقة اراجيح للاطفال...
وقطارات كهربائية تاخذ الاولاد الى محطة القمر و تعيدهم
و في يد كل واحد منهم تفاحة حمراء مستديرة كوجه القمر ..
وكانت فيها بحيرات ذهبية المياه ..
يغطس الصغار في ضفتها اليمنى
و يخرجون من الضفة الثانية
و قد اصبحوا سنابل قمح
و كان فيها مقاعد من خشب الورد..محجوزة لكل عشاق العالم ..يدخلون فيها متى يشاؤون..و يمارسون الحب متى يشاؤون..
دون ان يسألهم احد على اسمائهم او عن جوازات سفرهم او عن طائفتهم....
هكذا كنت اتصور صديقي الله..بستانيا قزحي العينين..اشيب الصدغين ..يلبس دشداشة بيضاء..ويجلس تحت شجرة ياسمين ظليلة و كلما جاءه عاشق..قدم اليه ياسمينة ..وقال له
(ادخل ياولدي...
ادخل ياولدي..
فليس لدينا هنا تذاكر دخول ..
فبالحب وحده..
تدخلون جنتي..
وبالحب وحده..
كلكم رعيتي)..
هذا هو الله كما اتصوره..
وهذا هو الله الذي اناجيه و اناديه و احبه..
فلماذا يصرون على ادخاله في بازار السياسة المحلية؟؟؟
لماذا يريدون ان يجروه الى هذه الارض الصمغية اللزجة المتحركة الرمال؟؟
لماذا يريدون تلويث يديه الناصعتين الطاهرتين بفحم السياسة و هبابها؟؟؟
لماذا يريدون ان يدخلوه في تجمعاتهم..وتنظيماتهم..وميليشياتهم..وتشكيلاتهم السرية و يصرون على اعطاءه البطاقة الحزبية؟؟؟
لماذا يتكلمون باسمه؟؟
ويتسلحون باسمه؟؟
وينصبون المتاريس باسمه؟؟
ويخطفون الناس باسمه؟؟
ويقتلون باسمه؟؟
هل يمكنني ان ادافع لمدة خمس دقائق..خمس دقائق فقط..عن هذا الذي يتفرج عليهم من نافذته السماوية..وهم يبيعون و يشترون و يغشون و يحتالون..ويدعون انهم وكلاؤه القانونيون بموجب وكالة رسمية؟؟؟؟


نزار قباني

7 commentaires:

  1. merci pour le passage ..soyez le bienvenu :)))

    RépondreSupprimer
  2. excellent !
    voila un arabe qui me rends vraiment fier de mes appartenances tel que nizar kabeni

    RépondreSupprimer
  3. Excellent texte, très belle vision. :)

    RépondreSupprimer
  4. حسب رٍأيي
    يجب أساسا الإيمان بالله .. يجب أن ندرك حبه لنا، ثم مبادلته نفس الحب
    الأه يحبنا لأنه منحنا نعما لاتحصى ولا تعد، وبالخصوص لأنه دائم الإستعداد لقبول توبتنا ورحمتنا، لذا يجب أن نؤمن به، أن نحس بوجوده في كل شيء وفي كل مكان ..
    ليس مهما أن نتصوره جل جلاله، لكن المهم أن نطيعه وأن نحاول قدر المستطاع فعل الخير وإستحقاق مقابلته والثبات عند السؤال
    ربي يهدينا الكل

    RépondreSupprimer