jeudi 10 décembre 2009

Engels: dans l'ombre du génie


عام 1844 تعرف فريدريش انقلز(24سنة) على رجل حياتو كارل ماركس ومن وقتها بدات صداقة غير عادية :اصبح انقلز في عشية و ضحاها الصديق و المساعد و الممول للفيلسوف المادي اللي كان اكبر منو بعامين ...الكو دو فودر جاء في شهر اوت و توطد في ظرف عشرة ايام تعداو كلهم نقاشات ثقافية ساخنة و مشوقة في اطار بلعات يومية في دار ماركس بباريس ...الاصدقاء الجدد الزوز يظهرو ما يشبهوش لبعضهم رغم انتمائهم لفرد منطقة من ناحية اولى و تكونهم الهيقلي من ناحية ثانية و اعتبارهم لا نفسهم شيوعيين (اذ انهم يراو في البروليتاريا قوة مستقبلية و دعامة اساسية لانتفاء الملكية الفردية)
يختلف ماركس عن انقلز بقدومو من وسط ليبرالي و دراستو المطولة و المعمقة للفلسفة ..كما يتميز بانو صحافي مثقف و عندو في مخو اما مشكلتو انو مهنتل و ما يكساب حتى فرنك يصرفوا على مرتو و اولادو في حين انو انقلز يعتبر عازب ولد عائلة غنيةو وسط بروتستانتي مغلق..و يعتبر من احباء الخيل و الفتيات الجميلات و المسكرات و يخدم مع بوه منذ صغر سنو

الحاجة اللي اعجبت ماركس في ها الشاب هي جرأتو في فضح خصائص الطبقة الثرية وهو عمرو 18 من خلال بسودونيم "فريدريش اوسوالد"..اذ كان انقلز يشهّر بالبرجوازية البروتستانتية و خاصة اصحاب المصانع و يقول اللي ايمانهم بربي و طيبتهم المتصنعة تنقلب اهانات و اذلال للشغالين..وكانت مقالاتو سبب ضجة خلاتو يتنقل الى انقلترا في فترة كان المجتمع الانقليزي يعيش ثورة اقتصادية ضخمة وولادة البروليتاريا
و خلال الفترة الي عاشها انقلز في انقلترا حاول قدر الامكان انو يكون عندو وجهين
وجه "صباحي" رأسمالي و برجوازي بالاساس متاع انسان ما يهمو كان انو يدز الفلوس بالركبة
ووجه "مسائي" متاع اليساري المتعاطف اللي يتجول في افقر الشوارع بش يشوف كيفاش تصنع الراسمالية عبيدها ...ووصل ها الوجه المسائي متاعو يخليه يعمل دراسة سنة 1845 حول الرأسمالية و الوضع العمالي الانقليزي و يقول في مقدمتها

"Voici comment j'ai procé­dé : j'ai renoncé à la société et aux banquets, au porto et au champagne de la classe moyen­nes , et j'ai consacré mes heures de loisir presque exclusivement à la fréquentation de simples ouvriers"

نص المقدمة كامل



يعني ماركس تعرف على خبير في الرأسمالية و هاذي حاجة فرحتو ياسر و خلاتو يطلب من انقلز انو يكتب "بامفلي"مع_ بعضهم بش يصفيو حساباتهم مع مجموعة من الهيقليين المثاليين (اللي من وقتها ولاو اعداء ماركس) و بعد ما تمت كتابتو..اعجبت ماركس الفكرة و خمم انو يتوسع في الموضوع حتى ولّى سنة 1845 بعد فترة من البحث و التمحيص كتاب اسمو "العائلة المقدسة"( اسمو زادة نقد النقد ينقد)..و مع صدور الكتاب توضحت طريقة العمل الثنائي كيفاش بش يكون :حيث كان انقلز هو اللي يكتب و يحب يوصل للهدف طول ما غير برشة بحث في حين انو ماركس كان يحب يبحث و يمحص و يزيد يبحث خاتر سيادتو عمرو ما يرضى على الكتب اللي عملهم و ديمة يحب ينقح ومع تتالي النقاشات و البحوث.. ادات ها العلاقة الى ظهور كتاب "بيان الحزب الشيوعي " سنة 1848 اكثر الكتب شهرة و اللي ديمة يسندوه لماركس و ينساو انقلز.

في الواقع كانت العلاقة ما بيناتهم علاقة الاب بابنو غير انو في حالتهم كان الابن هو اللي يصرف على الاب حيث كانه انقلز يرى انو تمويل ماركس هي مهمتو الحياتية ..اللي يعملها ما غير حتى مزية و ما غير حسد و غيرة و الكلام هذا يأكدو هو بذاتو كي يقول

"Comment peut on être envieux du génie ?"

و لكن مع طول المدة و كثرة المصروف اضطر انقلز انو يعود الى لندن كتاجر بش ينجم يكمل مساعدتو المالية لماركس ..كما قبل انو يكون زوج خادمة ماركس و يموّل تربيتهاو يصرف على بنت ماركس و زوجها و بما انو ماركس كان مغروم بكثرة المقالات اللي تواكب الاحداث و اللي يهدر فيها طاقتو الكل على حساب كتاب "رأس المال" كان انقلز يعاونو في تحرير ها الكتاب و ينصح فيه بش يكون ميتدوديك في الخدمة خاترو ياسر يضيع الوقت

الواضح اللي على مستوى تنظيم العمل كان انقلز خير ببرشة من ماركس ..اذ كان منظم روحو يخدم في الصباح و يكتب في الليل و يزيد يكمل خدمة رفيقو كي يمرض و الا كي يبدى متأخر اكثر من لازم و كان ماركس يقدّر في انقلز ثقافتو الموسوعية و حضورو الذهني المتواصل و عدم اخفائو حتى سر عليه حتى في الامور الشخصية جدا ..و هذا نجموا نشوفوه من خلال الرسائل اللي تبدى مخلطة بالافكار الفلسفية و التفدليك و حتى السب ..السؤال الطروح هل انو انقلز طيب مع الناس الاخرين و لاّ لا ؟؟في الحقيقة انقلز ما كانش كائن ملائكي مع العباد الاخرين و
و كانت يتميز بمعاداتو السامية و قلة تسامحو.. ماعدا ماركس اللي كان يقدسو.. الا انو في الاخير صارت نبزة ما بيناتهم تتمثل في موت فتاة كان يحبها انقلز و سوء تصرف ماركس اذ كان همو الاكبر هو اخذ الفلوس دون الاكتراث بمشاعر صديقو اللي كان حزنوا كبير ياسر

بعد موت ماركس اهتم انقلز بنشر كتاب رأس المال و بكثرة تحرير المقدمات حول صديقي وواصل المعركة من اجل الثورة و شارك في خلق الاممية الثانية سنة 1885 حتى توفى محاط باطفال و احفاد ماركس .

mercredi 25 novembre 2009

Adventures of ideas


الكتاب هذا هو كتاب مغامرات الافكار لوايتهد صادف اني قريتو ها الايامات وهو ما يهتمش كان بالنظريات الفلسفية و الا الرياضية و الا العلمية اكهاو ..اما يرى اللي عماد الحضارة الانسانية هو تفتح افكار جديدة و اشراقها كان صح التعبير و اللي الحضارة ما تولي حضارة عندها كلمتها كان وقتلي ها الافكار تعمل وظيفةو تاثر في الفرد و الجماعة وموش تقعد ضربان لوغة مايفهموه كان اللي جايبينها جعب الدين زعمة زعمة ما يفهمولها كان هوما خاتر قراو طرف كتب و تعلمو شوية كلام "صعيب" ..الكتاب هذا فيه 4 ابواب هوما "الباب الاجتماعي"(المثل الاعلى في نظر المذهب الانساني و الروح الانسانية و مظاهر الحرية و, من القوة و التسلط للاقناع)و الباب الكوسمولوجي(قوانين الطبيعة ,فلسفات علمية , العلم و الفلسفة ،الاصلاح الجديد) و الباب الفلسفي(الظاهر و الحقيقة و الموضوعات و الذوات)و الباب الحضاري اللي بش نحكي عليه توة ...حسب وايتهد لازم يكون فما زوز عناصر اساسية بش تنتقل الافراد و الجماعات من الحالة البدائية التعيسة للحالة المتحضرة و الا من مستوى حضاري الى مستوى حضاري اعلى منو و هوما القدرة على التطور في مقابل الثبات ( ثبات النماذج الفكرية و الانماط السلوكية السائدة)من ناحية اولى والاستعداد للمغامرة و الديراباج في التفكير و في الفعل من ناحية ثانية و يتحدث وايتهد على ها العناصر متبع هالخطوات التالية ..يقول سي الفيلسوف انو شعوب اوروبا شعوب متحضرة عندها ستة قرون عل الاقل و ترجع اصول ها الحضارة الى 3 حضارات كبيرة سابقة هي حضارة الشرق الادنى و الحضارات اليونانية و الرومانية و نظرا لتطور ها الحضارات الثلاث رات اوروبا في بداية حضارتها الحديثة في الحضارات السابقة " مثال" لازمها تتبعو و اكثر وحدة فيهم هي الحضارة المدنية الاثينية في طمبكها ...ولكن نلاحظو في ايامنا هذه انو اوروبا ما عادش تحاكي مدنية اثينا خاتر و لات توة عندها ما تقول في روحها في مجال العلم و القانون و الطبقات الاجتماعية و الفكر الفلسفي اللي اكتسبتها عبر التاريخ بالاضافة الى انو النهضة الصناعية متاعها ردتها خير الف مرة و مرة من الحضارات القديمة المتطورة ..يرى وايتهد انو كان قعدوا الاوروبيين يتبعو في الحضارة الهلينتسية القديمة راو وقف المجتمع و ركد
و قعد متاخر في كل شي ..في الواقع الفيلسوف هذا ما حبش يقول اللي اليونانيين كانو متاخرين في مستوى الحضارة متاعهم لانهم في حقيقة الامر كانو عاملين مجتمع حي فايق خدام غزير الانتاج ...و تفتحت افكارهم و تاملاتهم واشرقت المجازفات و المخاطرات و حب التجديد و لكن الحاجة اللي لازم تتقال هو انو عدم المحاكاة اليوم لا ثينا حاجة لازمة لانو ها الحضارة كانت عندها صفات رئيسية تقليدية تخلينا نوخرو (موش بالمعني السوقي للكلمة)و ما نقدموش ياسر و تتلخص ها السمات في انو كان عندهم مثل اعلى يحبو يوصلولو و يراو فيه كمال الفرد و الجماعة.. و ها المثل الاعلى فيه كمال ووقتلي نوصلولو نوليو ما عادش نحبو نفوتوه و نقعدو هكاكة على حالنا .. ترجع ها السمة الى اصول فكرية خاصة نظرية المثل الافلاطونية و المنطق الارسطي...سي افلاطون يعرف اللي لازمنا نغزروا للمثال لتقليدو على حد جهدنا و لكن تقليدنا ليه هو في واقع الامر هو الوصول للكمال و ظاهرلي بعد بلوغ الكمال ما عادش فمة سعي جديد و توق لافاق ارحب.. فيما يخص المنطقي الارسطي تعمل حسب وايتهد على تصورو للجواهر الاولى .. ها الجواهر كائنات ثابتة قد تتلقى كيفيات مختلفة.. و ممكن ترتد ها الكيفيات عن ها الكائنات بش تحل فيها كيفيات جديدة اما الجواهر مع ذلك ثابتة ما تتغيرش..
يقرن وايتهد جون لوك بارسطو في ها السياق و يقول عن لوك انو تصور العقل صحيفة بيضاء تتلقى اللي يجيها من البرة و ما عندهاش فاعلية في الادراك و يقول عن لوك و ارسطو انهم يتفقوا في تصور انو الجواهر الاولى كائنات ثابتة مستقلة عن بعضها ما تدخلش وحدة في تكوين الاخرى....
بيت القصيد و المختصر المفيد هو انو وايتهد يرى في التخلي عن فكرة المثال الفيكس و الاقلاع عن تصور مثال للفرد(عويقل .غزال متربي عينيه مالقاعة ما يهزهمش ما يعرف كان يقول الله يبارك و نهار كامل يذكر في ربي..خدام و عندو مراة بنت عايلة متربية على الاصول) و مثال للسلوك الفاضل و مثال لشكل الدولة و هلم جرا .. يعتقد وايتهد في الحركة الدائبة اللي تصعد ما غير توقف عند حد معين هي سر التقدم و يعتقد انو الماضي خالد ..خاتر قبل ما يبث عناصرو و يغذي الحاضر و يخرّجو حاجة جديدة ولكن بيه بعض العناصر الماضية ...و حسب تصور ها الفيلسوف :اللي عملو الماضي في الحاضر يعملو الحاضر في المستقبل و هكة الحال الى ما لا نهاية ...ينطبق ها التصور الحركي على عالم الطبيعة المادية و على الحضارة الانسانية ..ما نجموش نقيّمو حضارة متاع مجتمع ما في زمن ما دون ان نرد اصولها لماضي سحيق و الا قريب و ما غير ما نربطوها بما يترتب عليها في المستقبل القريب و الا البعيد ..و كلما تخلصنا من فكرة المثل اللي ينطوي على الجمود و الركود كان الصعود هو الشعار و ننتقلو من مستوى حضاري الى اخر اعلى منو و هذا الكل يدخل في دائرة العنصر الاول اللي هو الثبات

العنصر الثاني اللي يدفع للتحضر هو عنصر المغامرة ..بصراحة الاتجاهات المحافظة و السلفية ما تبشر كان بالتدهور و التاخر (كيما فكرة اللي جاي ما الغرب ما يفرّح القلب) و حب التقليد ما غير ميل للتجديد ..تبلغ الامم قمة حضارتها كلما زادت تجاربها الجديدة ...تجربة افكار جديدة تدفع الى نماذج من السلو ك الجديدة
و يقصد وايتهد بالمغامرات الفكرية الافكار اللي تسبق الحوادث و تطلب ان تتحقق ..
يعني
ما فيها باس من انو يكون الخيال واسع في التفكير كان تحقق كلو كان خير كلو و كان تحقق جزء منو كنا امة في سبيلنا للتقدم و ظاهرلي كريستوف كولومب قبل ما يمشي لامريكا كان يحلم ببلوغ الشرق الاقصى و برحلة حول العالم ياخي ما وصلش للصين ..اما اكتشف امريكا.

dimanche 22 novembre 2009

noirs en tunisie


التمييز ضدّ أصحاب البشرة السوداء في المجتمع التونسي، جرح ينزف في صمت لم يندمل رغم عديد التغيرات الاجتماعية والثقافية ومظاهر الانفتاح التي يشهدها المجتمع… نظرة دونية يبطنها البعض ويتجاهر بها البعض الآخر ولا تخلو من التحقير في أغلب الأحيان…
- ألسنا نقول" سوّد الله وجهك لمن نغضب منه؟!


- أليس أهل النار سودا وأهل الجنّة، كلّهم، بيضا في مخيالنا الشعبيّ… أمثلة وتعبيرات عديدة ساكنة فينا من بقايا عصور العبودية والانحطاط، في مجتمع نتبجّح بالقول عنه إنه متفتح ومنفتح ومتسامح… وهلم جرّا من المصطلحات الفضفاضة الخالية من معانيها الحقيقية..
هكذا نرى ونتعامل مع السود الذين يمثلون جزءا هامّا من نسيجنا الاجتماعي والثقافي ومن تاريخنا " الأسود
".


السود وإرث العبودية الثقيل:
في جانفي 1846 تمّ في تونس إلغاء الرقّ من طرف المشير أحمد باشا باي حاكم الإيالة التونسية تحت ضغوط أروبية كان الهدف من ورائها إلغاء استعباد أسرى القرصنة البحرية من الأوروبيين، وهو ما مفاده أنّ السود في تونس لم يكونوا هم المستهدفين من هذا القانون، ولكنهم استفادوا منه رغم أنه لم يلغ واقع العبودية بالنسبة إليهم، إذ تواصلت لعدة عقود بعد هذا القرار، خاصّة في مناطق واحات الجنوب حيث استوطنت أعداد كبيرة من السود، الذين تمّ جلبهم منذ الفترة الوسيطة من مناطق جنوب الصحراء لاستغلالهم كعبيد وخدم، حيث أنّ امتلاك العبيد والخدم السود كان نوعا من الوجاهة الاجتماعية.


وحتى بعد أن تمّ القضاء نهائيا على العبودية فإنّ رواسب تلك الفترة قد ظلّت سارية في ظلّ نظام اجتماعيّ بقي وفيّا للماضي، حيث بقي الأسود يلقّب بالعبد والخادم حتى وهو حرّ، كما أخذ الكثير من السود أسماء وألقاب مالكيهم السابقين وبذلك بقوا يحملون إرثهم العبوديّ في مجتمع، لا يزال إلى حدّ الآن في كثير من المناطق، يرفض المساواة، بل ويصرّح بها ويفصل بين الأبيض ( الحرّ) والأسود (العبد) حيث أنّ الثقافة اليومية المتداولة، وجملة الرموز التي يتناقلها الناس في معاشهم اليوميّ، لا زالت تحتفظ ببقايا هذا التمييز، وذلك باستعمال مصطلحات وصفات من القاموس اللوني الذي يتمّ تلطيفه لإصباغه بمشروعية أخلاقية تجيز له التصريح.


وفي هذا المنحى يقول الأستاذ هشام الحاجّي، المختص في علم الاجتماع، أنّ "هذا التمييز يعود بالأساس إلى أسباب ثقافية، إذ أنّ هناك رغبة مجتمعية لاواعية للحفاظ على التجانس اللونيّ خاصّة وأنّ الثقافة التقليدية، التي لا تزال فاعلة في جوهرها، ثقافة هرمية تقوم على الثنائيات وتستعيد بشكل من الأشكال ثنائية السيد والعبد، وهذا التمييز وظّفته الثقافة الشعبية للحفاظ على هذه الهرمية من ناحية، ولمنع كلّ حراك من شأنه أن يهدّد أسسها ويدعو إلى تغييرها.


وفي اتصال بالواقع اليومي المعيش، تحدّث الشابّ حسن حنزولي وهو أصيل مدينة مارث بالجنوب التونسي عن مسألة التمييز فقال إنّ المسألة تظلّ معنوية بالأساس، إذ تحسّها من خلال الحركات والكلمات التي تبدو بسيطة وعادية بالنسبة للبعض ولكنها غير ذلك، حيث تنعت دوما "’ بالوصيف " أو ’ الكحلوش " وبالتالي فإنّك أقلّ قيمة من الأبيض، خاصّة في الجنوب، حيث العلاقة هي علاقة عمودية بين الأبيض والأسود نظرا للعلاقة القديمة المتّصلة بأفضلية الأبيض عن الأسود وبسلطته عليه في السابق.



يبقى السود خارج فضاء السلطة نتيجة لمجتمع يرفض ارتقاء الأسود الموسوم بالدونية لدى البعض، ويرجع الدكتور مهدي المبروك، المختصّ في علم الاجتماع،هذا الإقصاء إلى "اللامساواة الاجتماعية وإلى تراث التهميش الذي تعرّض له هؤلاء لعدّة قرون، والذي منعهم من التدارك الاجتماعي في الدولة الوطنية الحديثة، وذلك ما يجعل
حظّهم في إفراز النخب السياسية العليا بالأساس قليلا ومنعدما ويحتاج إلى الكثير من الوقت لكي يتحقق".


الزواج المختلط، حصن التمييز المنيع:
لئن يعتبر السود جزءا من النسيج المجتمعي التونسي، فإنّ الزيجات المختلطة لا تزال تعتبر من الحالات النادرة، وخاصّة منها زواج الأبيض من سوداء، والمجتمع التونسي هنا لا يختلف عن بقية المجتمعات التقليدية، إذ أنه وإن كان يستبطن ريبته من المختلف في الدين أو في العرق، فإنّه يعلنها صراحة في مسألة الزواج فهو لا يستسيغ هذه العلاقة، بل يرفضها صراحة. فالزواج هو القلعة الحصينة التي تأوي إليها ثقافة التمييز وتتحصن وراءها، خاصّة أنّ علاقات النسب والمصاهرة هي أكثر العلاقات التي تبرز الرغبة في الحفاظ على النسق والنمط الاجتماعي القائمين، وذلك بالنظر إلى الأهمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمؤسسة الزواج كعملية إنتاج مجتمعيّ وإعادة إنتاجه.


ولا شك أنّ عوائق عديدة تبقى قائمة في ما يتعلّق بالزواج بين السود والبيض، فالمجتمع التونسي كمجتمع تقليديّ لا يعتبر الزواج مسألة شخصية، بل يوظّف هذه المؤسّسة ضمن إستراتيجيته المجتمعية، وهو ما يتجلى في تبخيس قيمة الحبّ وكلّ الاعتبارات الذاتية عند الاختيار.
وفي هذا الإطار تحدّثت السيدة ريم الحمروني، وهي ممثّلة مسرحية تونسية، سوداء البشرة ومتزوجة من رجل أبيض، عن تجربتها التي اعتبرتها تجربة شاقّة وقاسية، خاصّة في مرحلة الزواج الأولى، من خلال نظرة الاستغراب والاستهجان التي كانت تحسّها في نظرات الآخرين، واعتبار زوجها بمثابة المسكين المتزوج من "وصيفة".


وأمام هذا الصدّ الاجتماعيّ الرافض للزواج المختلط، قال الشابّ رضا –ب (صحفي): "لن أتزوّج من بيضاء حتى أكون رجلا أمام نفسي، بالمعنى الاجتماعي للكلمة، ولكي لا أحسّ يوما بالنقص أمام زوجتي… أقول هذا من خلال معرفتي بالمجتمع التونسيّ الذي يرى أنّ الأسود غير لائق بالمرأة البيضاء، وغير مرادف لها مهما كان مستواه الثقافيّ والمعرفيّ والماديّ".


هذا الرأي يرجعه الدكتور مهدي المبروك إلى التنشئة الاجتماعية وإلى التربية على الخوف والرهاب من الآخر، في مجتمع ينظر إلى الآخر، المختلف في العرق، بدونية وتحقير ولا يرجع فشل العلاقات المختلطة إلا إلى الأسباب اللونية.


ملاك زوايدي فتاة سمراء ذات جمال وثقافة محترمين، ترى أنّ الشابّ الأبيض لا ينظر إلى الفتاة السمراء إلا من خلال عين الشهوة (جسد وجمال مختلفان)، ومن خلال الرغبة في التشكيل اللونيّ، وتقول في هذا الشأن : "منذ صغري كانت أمي توصيني بأن أحافظ على" قشرتي" ليقينها بأنّ الأبيض لا ينظر إلى السوداء إلا بنظرة الشهوة والنزوة العابرة، وللأسف الشديد وجدت أنّها محقّة في ذلك من خلال معايشتي للواقع".
ومن جهة مقابلة تقول شادية غ، وهي فتاة بيضاء أصيلة إحدى مدن الجنوب التونسي أنّ زواج البيضاء من أسود خاصّة في الجنوب التونسي، هو ضرب من المستحيل ومجلبة للعار لها ولأهلها، فلا تتزوّج من أسود إلا ذات السمعة السيّئة، ومن تقدم بها العمر، واليائسة من الزواج بأبيض.


ومع هذا فإنّ كلّ هذه العوائق والحواجز لم تمنع من وجود عديد التجارب الثنائية الناجحة التي آمنت بقيمة إنسانية ثابتة، وهي قيمة الحبّ التي تبقى قادرة على كسر كلّ القيود والحواجز المجتمعية البائسة.
وهنا فإنّ النخب والفاعلين الثقافيين مدعوّون للتعامل مع بقايا الثقافة التقليدية، من أجل تغييرها، حتى تبرز قيم المساواة الأنطولوجية بين الناس بعيدا عن دينهم أو لونهم أو عرقهم.

alawan

dimanche 13 septembre 2009

في ما بعد الحداثة

تختزل المحاولات اللي تهدد حداثتنا و اللي جعلتها تتسمى "ما بعد حداثة"في زوز محاولات: "الدمغجة" من الناحية النظرية و "العدمية" من الناحية العملية..تعتبر ها المرحلة هاذي وجه ظلامي للحداثة خاترها ما تمنش بالعقل و لا بالتقدم السياسي او الاجتماعي او انساني بعبارة اخرى ما تعتقدش في الحداثة بيدها...اذا كل حاجة عندها قيمة راهو حتى حاجة ما عندها قيمة ..العلم ماهو الا ميثيولوجيا كيما المثيولوجيات الكل و التقدم ماهو الا وهم و الديمقراطية الحافظة لحقوق الانسان ما تنجم تكون كان صورة مزيفة للمجتمع اللي يكرع من العبودية و السلطوية..
اش قعدلنا من الانوار ..و من التقدم و الحضارة اللي ديمة يبندروا عليهم؟؟
الواضح اللي التقدم ماهوش منقطع و ماهوش مضمون زادة..اذاكة علاش ديمة نتقاتلوا عليه (الانحطاط واجز في ها الحالة ) و ما نيش مسيبين جد بوه
الدمغجة كيما نعرفوها كلنا هي الخطاب "التتليفي" اللي تنجم تحسبولو الاهداف متاع الدنيا و الدين الكل عدى الكشف عن الحقيقة ...بكلو في قالب بعضو تتليفة ..و نجم نختزلوها في مقولة دوستيفسكية عندها محتوى نتشوي بالاساس

"Si dieu n'existe pas, il n'y a pas de vérités"

بالنسبة للمحاولة الاخرى اي "العدمية" هي كل خطاب يزعم انو بش يقلب الاخلاق بش ما نقولش يهدمها موش على خاترها نسبية (خاتر فما علوم نسبية و ماهوش سبب بش نرفضوها) اما على خاترها كيما يراها نيتشة كاذبة و مضرة نجمو نختزلوها في قولة كازاماروف

"Si dieu n'existe pas , tout est permis"

ها القولة العالمية تذكرنا بقولة عالمية مضحكة اكثر منها وهي

"Il est interdit d'interdire"

متاع ماي 1968و هي توحيلنا بالمرور من مرحلة الحرية الى مرحلة الاباحة و من الثورة الى الرغبة و من النسبية الى العدمية و هذا ما ينجم يهزنا كان للانحطاط و نولي في ها الحالة هوكش (كيما وصفتني وحدة من اصدقاء فريق المرح في الفايس بوك..قولش عليها تعرفني في العالم الواقعي )...بمعنى اخر لا فما لا قيم و لا واجبات مفروضة ..ما فما كان الشيخة و الجبن و المصالح و تصارع القوى ..
ها المحاولتين هذوما(الدمغجة و العدمية) فاق بيهم نيتشة و اقر بعدم صلاحيتهم اما ما حبش يدخل فيهم ياسر اما الواحد كي يشوف اثارو في اخر حياتو يلقى قولتو

"Rien est vrai , tout est permis "
اللي بش نحاول نفارع معاها
فيما يخص الجزء الاول من المقولة ...منطقيا كان ما فما حتى شي صحيح راهو قولة "ما فما حتى شي صحيح" ما هيش صحيحة ..الصيغة هنا تدمر روحها بروحها اما ما غير ما ترفض روحها (كان ما فما حتى شي صحيح ما عادش فما رفض اخر)...هذا يعلن نهاية العقل..ما عادش نجموا نخمموا ..كل شي واجز الامور كلها كيف كيف رغملي نعرفوا اللي الفكر العلمي او الفلسفي ما يتطورش ما دامهم ما اصطدموش بحاجة مستحيلة و هذا دليل على الموضوعية خاتر كان ما وصلناش لحقيقة مطلقة ما يعنيش اننا ما لازمناش نرفضوا الغلطات "اللي ينجموا يكون صحاح"
يعني الحقيقي ما عادش نجموا نتمكنوا منو كما يقول نيتشة

"Il n'y a pas de faits , il n'y a que des interprétations "
و حاجة اخرى نقاوها في ما وراء الخير و الشر

"qu'un jugement soit faux , ce n'est pas , à nos yeux , une objection contre ce jugement "


هذا اللي يخلينا ما نرفضوش الفلسفة النتشوية ...اما....الدمغجة تنتصر لانو الحقيقة بالنسبة لبرشة معاصرين ماهي الا "الوهم الاخير" اللي لازمنا نتحرروا منو ...الاخلاق نشكوا فيها و في مدى بقائها على قيد الحياة...بما انو حتى شي ما هو صحيح ..حتى حد ماهو مجرم و حتى حد ماهو بريء ..ماعادش عنا علاش نكذبوا الكذابين و الا نحاسبو القتلى ( خاتر ماهوش صحيح اللي هوما قتلى بما انو حتى شي ماهو صحيح )


فيما يخص الجزء الثاني من عبارة نيتشة يعتبر خطير جدا جدا على خاتر كان كل حاجة واجزة و مسموح بيها ..ما عادش نفرضوا على رواحنا حتى شي و الا تلومو عليه العباد الاخرين ..باسم شنوة بش نحاربو العنف و الظلم؟؟؟

هذا الكل نراه سقوط في حفرة العدمية بش نخليو الدنيا لبوكشطة و المتشددين بصفة عامة يرتعوا فيها كيما يحبوا
كان كل شي مسموح ..الارهاب زادة مسموح ..القمع البوليسي مسموح..التقعيد على الدبابز مسموح ...الواحد يكذب و الا يقول الحق كلو زي بعضو وهكة العدمية تلعب لعبة الدمغجة

كان جاء ما فماش حقيقة راهو ما فماش معارف .وكان ما فماش قيم و الا القيم موجودة و احنا ما عاطينهاش قيمة راهو لا فما لا حقوق الانسان و لا فما تطور سياسي و الا اجتماعي

ها المحاولات هذي تستوجب من الناس بش يتصداو من خلال استعمال العقلانية ضد الدمغجة و الانسانية ضد العدمية ...هوما زوز شرارات عملو بيهم الانوار في القرن 18..ماهوش صحيح انو حتى شي ماهو صحيح اما فازة انو ما فما حتى معرقة تعتبر حقيقة مطلقة تعتبر حاجة مقبولة و واضحة ..اما ما نحسبو انو الحاجة هي "معرفة" كان وقتلي نقاو فيها نسبة الحقيقة (نسبية او تاريخية او تقريبية) اللي فيها او نسبة الغلط اللي ترفضوا..اذاكة علاش المعرفة تتطور و التاريخ بورينا اللي ما تتقدم كان بالتعمق او بالمحاولة و استبعاد الاخطاء كيما يرى بوبر اللي ما فما تتطور كان بهزيمة اللا عقلانية ....ماهوش صحيح زادة انو كل شي مسموح اما هنا نجمو نحكيو على ارتباطنا احنا بش ما توليش فما اباحة لكل شي ..و وفائنا للانسانية ماهوش مربوط بالدين طبعا بقدر ماهو مربوط "بمورال"ههه

mardi 1 septembre 2009

le stoicisme

الرواقيّة مذهب فلسفي ازدهر حوالي القرن الرابع قبل الميلاد قعد حتى القرن الرابع الميلادي. بدأ في اليونان و مباعد امتد إلى روما. ويعتبر زينون مؤسس
ها الفلسفة .. اعتقد الفلاسفة الرواقيون أن لكل الناس إدراكً داخل أنفسهم، يربط كل واحد بكل الناس الآخرين وبالحق ـ الإله اللي يتحكم في العالم. أدى هذا الاعتقاد إلى قاعدة نظرية للكون، وهي فكرة أن الناس هم مواطنين متا ع العالم، وماهومش مواطني بلد واحد، و الّا منطقة معينة. النظرة هاذي خلاتهم يقولو إللى الإيمان بقانون طبيعي يعلو على القانون المدني ويعطي معيارًا تقوَّم به قوانين الإنسان. ورأى الرواقيون أن الناس يحققون أعظم خير لأنفسهم، ويبلغون السعادة باتباع الحق، وبتحرير أنفسهم من الانفعالات، وبالتركيز فقط على أشياء بوسعهم السيطرة عليها.
لقد كان للفلاسفة الرواقيين أكبر الأثر في القانون والأخلاق والنظرية السياسية. على أنهم وضعوا أيضًا نظريات مهمة في المنطق، والمعرفة، والفلسفة الطبيعية. ...ها الفلسفة هاذي تنجم تكون فلسفة متاع تعاطي مع الحياة ..عملية تنجم تطبقها في الحياة متاعك...ممكن نجموا ناخذو في السياق هذا قول برتراند فرجلي


« Pour les anciens la sagesse n’était pas une chose abstraite, mais une pratique. Une pratique de la vie belle et bonne.»

اذاكة علاش خذيتلكم احسن مقولات عجبوني متاع الرواقيين

La vie est pièce de théâtre : ce qui compte, ce n'est pas qu'elle dure longtemps, mais qu'elle soit bien jouée. Seneque

C'est un homme sage celui qui ne regrette pas ce qu'il n'a pas mais se réjouit de ce qu'il possède.EPICTETE

La conscience d'avoir bien agi est une récompense en soi. Seneque

« Personne ne pourra plus exercer une contrainte sur toi, personne ne pourra plus te forcer, tu ne fera plus de reproche à personne, tu n’accuseras plus personne, tu ne fera plus aucune chose contre ta volonté, personne ne pourra te nuire. » EPICTETE

" Ce qui trouble les hommes, ce ne sont pas les choses, mais les jugements qu'ils portent sur les choses."EPICTETE


Nous appréhendons davantage l'opinion de nos voisins sur nous-mêmes que la nôtre propre. Marc Aurele

"La meilleure façon de se défendre est de ne pas imiter l'offenseur" Marc Aurele

Il ne faut pas lier un navire à une seule ancre, ni une vie à un seul espoir".EPICTETE

Le principe de tous les maux pour l'homme, de la bassesse, de la lâcheté, ce n'est pas la mort, mais plutôt la crainte de la mort.EPICTETE

dimanche 30 août 2009

مقولات نيتشوية

انّه لا ينبغي على الانسان العارف ان يحب اعدائه فحسب بل عليه كذلك ان يكون قادرا على كره اصدقائه .

*انّ الدعوة الى العفّة تحريض عمومي على معاكسة الطبيعة..و كلّ تحقير للحياة الجنسيّة و كل تدنيس لها بفكرة "الدنس" هي الجريمة بعينها في حق الحياة..الخطيئة الحقيقية في حق الروح القدس للحياة.

*انا لا اقرأ باسكال بل احبه كنموذج مفيد لمن ذهب ضحية المسيحية بقتل نفسه جسديا في البداية ثم روحيا فيما بعد.

*لعلي ايضا احسد ستاندال؟؟ فقد سبقني الى اجمل نكتة الحادية كان من الممكن ان اكون انا قائلها "ان العذر الوحيد لله هو كونه غير موجود"..لقد قلت بدوري في موضع ما: ماهو اكبر اعتراض على الوجود الى حد الان ؟ الله...

*ليس بالعداوة يمكن التغلب على العداوة , بل بالصداقة يؤتى على العداوة
*ان القول بضرورة الاعتقاد بان كل شيء مسيّر بيد حكيمة و ان كتابا محددا , الانجيل,قادر على ان يمنح طمأنينة نهائية بشأن التسيير الاهي و الحكمة الربانية , يعني مترجما الى لغة الواقع, ارادة طمس الحقيقة التي تشهد بواقع معاكس يبعث على الشفقة, الا وهو ان الانسانية ظلت الى حد اليوم مسيّرة بأسوأ ما يوجد من الايدي و محكومة من قبل الخاسرين و المحتالين المتعطشين للانتقام و "القديسيين" المزعومين, اولائك المفترين على الحياة و الانسان

lundi 17 août 2009

التعليم البديل

اولت الحركة الاسلامية التونسية "الاخوانجية" اهمية كبيرة للتربية بداية من اتباعها و مناهج تكوينهم وصولا للتفكير في تغيير مضامين برامج التعليم بالمدرسة التونسية ..و حسب ما فهمت انا كيما دربت الحركة اتباعها وفق نمط فكري وحيد بش يخرجو في الاخر صبة وحدة من الناحية الفكرية و السلوكية بدون ما يش ما يخرجش على العادة و ما يطرشقش اي حكاية جديدة و يقعد نسخة عن اخوانو حبت تكون الاجيال القادمة عندها نفس "البروفيل" متاع الانسان اللي ما يرى كان من زاوية وحدة و ما عندوش الحق يلعب منّا و الا منّا..غير انو ها التكوين متاع حشو الادمغة اللي تطمحلوا الحركة ما شملش الناس الكل خاتر فما عباد قراو من برامج متطورة و نهلوا من مشارب فكرية متعددة ساهمت في تكوين الحس النقدي عندهم ..ها النسبة من طلبة العلم ما عجبوش الخوانجية اللي هوما بدورهم بداو يفكروا في تغيير روح المدرسة التونسية و كانت مادة الفلسفة اول هدف عندهم خاتر من المعلوم انهم طالبو بتحويرها و مراجعتها بطريقة تفقدها ماهو جوهري فيها..ها الملاحظات هاذي نلمسوها من خلال مقالات راشد الغنوشي في مجلة "المعرفة" الناطقة بعصارة افكار الاسلامين التوانسة..المقالات اسمها "برامج الفلسفة و جيل الضياع"و مقال اخر يعرف "الفلسفة تدمير و تخريب" و يقول فيه "ان درس الفلسفة ليس عديم الفائدة في علاج ما نعانيه من مشكلات فحسب بل عنصر تخريب و تدمير و تشتيت في ميدان النفس و المجتمع ..و هذا هو الحال الذي نحن عليه الان"..يعني سيادتهم يراو في الفلسفة فساد في المجتمع في الوقت اللي الكلنا نعرفوا اللي ها المادة تربي الانسان على التسامح و تساعدو على فهم انو رغم خصوصياتو التراثية يقعد ديمة قريب للانسان في اي بلاصة من بلايص العالم لاشتراكو معاه في الانسانية موش على المستوى البيولوجي فقط بل في جملة من القيم و المثل باعتبار الفلسفة تجمع البعد الانساني العام و البعد التراثي الخاص اللي من خلالو نفهموا الكون و نحسوا بقربنا للمجتمع و للاخرين و كلها اسباب خلات الاسلاميين يراو فيها "تهود و تنصر جيل ابنائنا " و جعلهم يشيخوها كلام باااهي خلال الحملات المسجدية و اثناء خطب الجمعة ..الادهى و الامر انهم ما يحكيوش على الفلسفة عامة اما حتى على الفلسفة الاسلامية اللي يقول عليها الغنوشي "اما عن دروس الفلسفة المدعوة اسلامية فهي حتما مهزلة المهازل ..ماذا يهمنا ان نعرف موقف المعتزلة من صفات الله و موقف ابن رشد من الكون هل هو قديم ام محدث و رأي ابن سينا في النفس و خلودها و موقف الاشعري في الكسب و القضاء و القدر و قضية هل القران قديم ام محدث ..الم ياتي الاسلام ليقدم حلولا عملية" ..الكلام كيما هذا يدل على انو زميم الاسلاميين التوانسة يستثني كل حق للجدل الفكري و كل تخديم مخ لفهم قضية من قضايا الوجود ..كلها امور مرفوضة خاتر الاسلام جاء بحلول عملية و ها الحلول ما يعرفها كان الغنوشي و هو يرشح نفسو بش يدل الناس عليها اللي لازمهم يكونوا مستسلمين ليه بما انو الامير ممثل الاه في الارض..

التغيير في المدرسة التونسية ما اقتصرش على التغيير في مادة الفلسفة بل تجاوزها لمادة العربية من خلال محو كل دعوة متفتحة للاقتباس عن الغرب و اعادة البناء الحضاري في العالم الاسلامي خاترهم قوم منحل ..الشي كيما هكة ما نستغربوهش من عند الخوانجية اللي اتهموا مجتمعنا التونسي المسلم بالكفر و دعاو اتباعهم بش ينفصلو عليه و يتجنبوا التاثير بيه ..يعني كيفاش كان ناسهم و اماليهم ما شجعوش على التعامل معاهم كيفاش نحبوهم يشجعوا على التفاعل مع البرانية؟؟؟

صلاح الدين الجورشي يقول في مجلة المعرفة اللي "رفع شعار الالتحاق بركب الحضارة انما هو تعميق للتخلف ووسيلة للانتحار " و يضيف انو "الشلل لا يكمن في قلة المال و لا قلة الرجال و لكنه كامن في جرثومة تسمى الالتحاق بركب الحضارة" و يقول في موقع اخر متهجما على طه حسين زعيم تيار التلاقح مع الغرب"عجبا من العقل التي استوت فيه الاضداد" ردا على كتاب "مستقبل الثقافة في مصر"و يقول فيه "ان نسير في العلم الاسلامي سيرة الاوروبيين و نسلك طريقهم لنكون لهم اندادا و نكون لهم شركاء في الحضارة" و ردا على دعوة طه حسين لتقليد الغرب في النظام الديمقراطي ورد في مجلة المعرفة "كنا نظن ان الديمقراطية ولدت في اثينا و قبرت هناك فما هالنا الاو الديمقراطية بطاقة انتخاب و صناديق اقتراع يتلهى بها" الاحرار" في كل مكان" ها العداوة هاذي جاية من رفضالخوانجية لنظرية طه حسين حول الخلافة و العلاقة بين الدين و السياسة اللي اكدها طه حسين في نفس الكتاب "ان المسلمين قد فطنوا منذ عهد بعيد الى اصل من اصول الحياة الحديثة هو ان السياسة شيء و الدين شيىء اخر" و كالعادة نقاو الرد في "المعرفة " " الا تعرفون من الدكتور طه حسين انه ليس صاحب النظارات السوداء و الجبهة العريضة انه كل شخص تربى في المحاضن الاوروبية مع اكياس من الشهائد و الاوسمة و هؤلاء حملة اكياس الثقافة و العلم هم حملة الحلول المجانية المستوردة التي توهم بالغنى و افضل بدونها الفقر "
و هكة يقع الرد على طه حسين بهجوم شخصي رخيص يذكرني بفازة ما نعرفش فين ريتها ها الايامات ...من الاهداف اللي يرصد فيها التوجه الاسلامي التونسي في السنوات 70-80 هي تضييق دائرة الكتب و هاذا نلمسوه من خلال انحصار متزايد للكتب باستثناء الكتب الدينية متاع عذاب القبر و الحبة السوداء و سحر هاروت و ماروت و تعلم الجنس في سبع ايام اما الكتب الاخرى فقد كانت محاصرة و مجتمعنا التونسيعندو شعور فعلي بانو التنظيم الاخواني يعمد الى افراغ السوق من المؤلفات النيرة و الافكار النقدية و دليلنا "البوكينيست" اللي عندهم فكرة على الهجوم اللي يقع على المعرض السنوي للكتاب من طرف التنظيم الاسلامي بش يقتنيو الكتب غير الصالحة و يدمروها الحكاية كيما هكة ترجع بينا لحادثة وقعت في مصر يوم 25 نوفمبر 1947 تحت اعداد الاخوان اللي اتجهوا نحو المكتبات و هاجموهم الكل لاتلاف الاثار الاسلامية و كيما يقول الفرنساوي "الشاهية تتحل مع الماكلة" النهي شمل كتب طه حسين و قاسم امين و الكواكبي و العباد اللي اختارت طريق نهضوي اخر غير الارهاب ..صلاح الدين الجورشي يعترف انو تعقب احد الكتب اللي مازلت كي صدر و يقدم حقائق عن سيرة حسن البنا و مواقفوا اللي تنجم تزعزع عقيدة الاتباع و ايمانه بتنظيمهم ..المهم هو ان لا تعرض عن الحركة الاخوانية كتب عندها سمة نقدية عن حركة الاخوان

حاصيلو زايد..ديمة السياسة تقعد لعبة قذرة.

jeudi 13 août 2009

هذا هو الله كما اتصوره

كانوا كلهم يتحدثون عن الله كشرطيّ..
يأخذ الناس الى الحبس ..
و يشنقهم بطريقة غامضة ..
اما انا فقد كان الله صديقي..
كنت اتصوره بستانيا لديه حديقة كبيرة..
مفتوحة ليلا نهارا لكل المواطنين في العالم..
كان في الحديقة اشجار تنظم الشعر في الليل ...
وتأخذ قيلولة في النهار ...
وكان فيها عصافير تمتهن التأليف المسرحي..
و كان الغروب فنانا هوايته التصوير بالالوان الزيتية...
وكان في الحديقة اراجيح للاطفال...
وقطارات كهربائية تاخذ الاولاد الى محطة القمر و تعيدهم
و في يد كل واحد منهم تفاحة حمراء مستديرة كوجه القمر ..
وكانت فيها بحيرات ذهبية المياه ..
يغطس الصغار في ضفتها اليمنى
و يخرجون من الضفة الثانية
و قد اصبحوا سنابل قمح
و كان فيها مقاعد من خشب الورد..محجوزة لكل عشاق العالم ..يدخلون فيها متى يشاؤون..و يمارسون الحب متى يشاؤون..
دون ان يسألهم احد على اسمائهم او عن جوازات سفرهم او عن طائفتهم....
هكذا كنت اتصور صديقي الله..بستانيا قزحي العينين..اشيب الصدغين ..يلبس دشداشة بيضاء..ويجلس تحت شجرة ياسمين ظليلة و كلما جاءه عاشق..قدم اليه ياسمينة ..وقال له
(ادخل ياولدي...
ادخل ياولدي..
فليس لدينا هنا تذاكر دخول ..
فبالحب وحده..
تدخلون جنتي..
وبالحب وحده..
كلكم رعيتي)..
هذا هو الله كما اتصوره..
وهذا هو الله الذي اناجيه و اناديه و احبه..
فلماذا يصرون على ادخاله في بازار السياسة المحلية؟؟؟
لماذا يريدون ان يجروه الى هذه الارض الصمغية اللزجة المتحركة الرمال؟؟
لماذا يريدون تلويث يديه الناصعتين الطاهرتين بفحم السياسة و هبابها؟؟؟
لماذا يريدون ان يدخلوه في تجمعاتهم..وتنظيماتهم..وميليشياتهم..وتشكيلاتهم السرية و يصرون على اعطاءه البطاقة الحزبية؟؟؟
لماذا يتكلمون باسمه؟؟
ويتسلحون باسمه؟؟
وينصبون المتاريس باسمه؟؟
ويخطفون الناس باسمه؟؟
ويقتلون باسمه؟؟
هل يمكنني ان ادافع لمدة خمس دقائق..خمس دقائق فقط..عن هذا الذي يتفرج عليهم من نافذته السماوية..وهم يبيعون و يشترون و يغشون و يحتالون..ويدعون انهم وكلاؤه القانونيون بموجب وكالة رسمية؟؟؟؟


نزار قباني

mardi 4 août 2009

le cinema des cicatrices

قريت في اول الصيف في مجلة "جون افريك" على جنس من الادب يعرف
"بأدب اثار الجروح" و هو جنس ظهر في الصين على اعقاب موت ماو و فيها برشة حكايات على العذاب الاليم و القمع للطبقة المثقفة و لكل نشاط سياسي معارض و الوجع اللي قاسى منو الشعب الصيني في خضم التجربة الماوية ..كلمة" اثار الجروح" قلقتني واثارت في برشة تأملات خاصة عند تذكري للي حكاولي على اضطراب فترة السبعينات في الكليات و في الشارع التونسي بصفة عامة .. قلت علاش ما نلصقهاش بالسينما و تولي "سينما اثار الجروح" خاصة انو جاء في مخي فيلم 'ولاد لينين' لنادية الفاني اللي شخصيا نرى اللي المخرجة ما افلحتش فيه لتركيزها نوعا ما على تاثرها بتجربة والدها المناضل الماركسي السابق و فيلم" صفائح ذهب" اللي يأرخ لمرحلة هامة من تاريخ تونس الحديث و هو ضرب السلطة للحركة التونسية اليسارية الماركسية المعروفة بافاق نسبة لمجلتهم برسبكتيف و الي رأت النور في اواخر السبعينات وهو فيلم للنوري بوزيد اللي قضى 6 سنوات في السجن بعد ما كان عنصر نشيط في الحركة هاذي اللي حذرت من مغبة تشخيص الحكم و احتكارو من قبل شخص واحد و حزب اوحد ما نيش بش نحكي ياسر على برسبكتيف اللي كلات على راسها من جرة السياسة الديمقراطية البورقيبية المثلى .. يعتبر صفائح ذهب من الاعمال القلائل اللي حكات على اليسار التونسي اذاكة علاش انا شخصيا نحسبوا وثيقة تاريخية ..الحاجة اللي تقلق في الفيلم هذا هو المسحة البكائية ...عالج النوري بوزيد القضية متاع الفشل على اساس انه مناضل ملتزم وموش فنان اي دون تفكير رصين في تحديد مسافة نقدية بينه و بين الاحداث المسرودة ...تلك المسافة التي كانت ربما تسمحلوا انو يوجد صيغة حكائية و فنية ملائمة و باهية في تناول عقبة هامة من تاريخ تونس ..ها النزعة المأسوية راوها النقاد تتجلى في مشهد الحصان في المذبح او اللقطات المتعددة اللي نرى فيها الدم يغمر الزنق اللي يتسكع فيها المناضل يوسف سلطان وهو سكران و محبط ...برشة فنانين علّمونا اللي يمكن التطرق الى اقسى التجارب و المحن بطريقة ساخرة هازئة غير انو النوري بوزيد ما ينتميلهمش لافتقار الافلام متاعو للمزاح و التهكم كيما قالها في نقاشات افلامو ..المزاح و النكتة هوما اعداء التكلس و التحجر الايديولوجي .."الادلجة"(جاية من ايديولوجيا ) المسطحة واضحة في فيلم صفائح ذهب مثال المواجهة في المذبح بين الاخوين العدوين , اليساري الماركسي و الاخ المتدين , هو مشهد ضارب في الواقع لكن واقع الحس العام و الخطاب الايديولوجي الهين و ليس واقع الفن و متطلباته التي لا تخضع للاسقاط الايديولوجي المبتذل و البدائي ..حركة الخوانجية نشأت على انقاض الحركة اليسارية ..هذا المعنى الاجمالي اللي يصرح بيه المشهد متاع المواجهة بين الاخوين ..توة نتساءلوا هل انو الامور تمت فعلا كما يقدمها نوري بوزيد في فيلمه ؟؟ تصوير ظاهرة الاسلاميين بهذه الطريقة السطحية ا ليس فيه اسهال و عدم وعي بالجذور العميقة و بالدوافع الدفينة لظاهرة لها جمهور عريض في الاوساط الشعبية و غيرها؟؟ قليلون هم المبدعين العرب اللي كانو ملحدين او لائكيين اللي حاولو يفهموا ظاهرة الخوانجية اي استبطان عالم الخوانجية بثوابتو و معتقداتو و شعاراتو و شعوذتو ..
الاشكال الثاني في صفائح ذهب هو اعتماد المخرج رمزية مبسطة جدا للتأكيد على قمع اليسار الماركسي و اجهاض احلامه من قبل الحكام ..هل كان ضروريا تصوير حصان خائر يذبح في المذبح ؟؟ و هل من المبرر لتكرار المشهد مرات عديدة ؟؟ ام هل ان التكرار يستجيب لرغبة ملحة لتكثيف العارض و هو التذكير بتجربة قديمة مؤلمة غير قابلة للاختزال او لعملية متاع "ديشارج " بسيطة؟؟هل ان السينما تلقى ضالتها في اعتمادها مبدأ اضطرار التكرار ؟؟ من ناحية اخرى
فما نقاد يقولو علاش ما كانش النوري بوزيد هو البطل عوض يوسف سلطان و عابوا عليه على الظهور الا في بعض اللقطات في صفائح ذهب مثلا نراه صحبة "عم خميس",رجل الشعب السكير المسن صديق اليسار يتدرب على لعبة "عقدة الحبل" الذي يتفنن فيها عم خميس و يفشل النوري بوزيد في المسك بسر اللعبة ..فهل في ذلك دلالة على خسارة اليسار الماركسي الرهان لانه لم يحذق فن اللعبة ؟؟ لعبة الدهاء و الخبث و عدم اخذ الامور بجدية مفرطة ؟؟ ام هل فشل اليسار الماركسي لانه لم ينفذ الى روح الشعب و لغته ؟؟

lundi 3 août 2009

المقاربة السبينوزية للدين و السياسة



ماهي المشكلة الأساسية في عصر سبينوزا؟ بل ما هي المشكلة الأساسية على مدار ثلاثمائة سنة من تشكل الحداثة الأوروبية؟ إنها مشكلة الدين والأصولية الدينية. إذا لم نفهم هذه النقطة، إذا لم نعرها الاهتمام الكافي فإننا لن نفهم أبداً جوهر الحداثة ومعاركها الكبرى. عندما نشر سبينوزا كتابه "مقالة في اللاهوت السياسي" عام 1670، فإن ذلك يعني أنه انخرط في إحدى المعارك الرهيبة التي استمرت بعده طيلة مائتي سنة وأكثر. لقد أراد تحديد العلاقات بين الدين والسياسة، أو بين رجال الدين ورجال الحكم. وأراد أيضاً، وبالدرجة الأولى، البرهنة على الشيء الأساسي التالي : وهي أن حرية التفلسف، أو حرية الضمير والمعتقد والكلام، لا تضرّ أبداً بالسلام العام للدولة ولا تؤدي إلى الفسق والفجور كما يدعي اللاهوتيون. على العكس، إنها شرط أساسي لتحقق هذا السلام ولشيوع الاستقامة والنـزعة الأخلاقية في المجتمع. وبالتالي فلا ينبغي التضييق على الحرية الفكرية أو الفلسفية ما دامت تعبر عن نفسها داخل حدود القانون.
في الواقع إن هذا الكتاب يمثل أول تدخل لسبينوزا في الشؤون الدينية والسياسية لزمنه. ولذلك فهو يحتل مكانة خاصة بين أعماله. فهو قد ظهر في مرحلة حرجة من تاريخ هولندا. فالجدالات اللاهوتية كانت عنيفة بين مختلف الطوائف المسيحية وبالأخص البروتستانتية الكالفينية التي كانت تشكل دين الأغلبية. وذلك على عكس فرنسا، أو إسبانيا، أو إيطاليا حيث يسيطر المذهب الكاثوليكي بشكل مطلق تقريباً. وقد أدت هذه الصراعات اللاهوتية بين مختلف الطوائف البروتسانتية إلى انتصار المذهب الكالفيني أولاً، وذلك قبل أن يحصل تعايش سلمي إلى حد ما بين مختلف هذه الطوائف. وهو تعايش فريد من نوعه في أوروبا آنذاك. فمعظم الدول ما كانت تقبل إلا بمذهب واحد في أراضيها، وكانت تحرِّم كل المذاهب المسيحية الأخرى تحريماً قاطعاً باعتبار أنها منحرفة عن الخط المستقيم للدين المسيحي، أي عن الأرثوذكسية. وبالتالي فهي مهرطقة، أو زنديقة، ويحل تكفيرها وإدانة أتباعها وحرمانهم من الحقوق السياسية والمدنية. وهذا ما فعله المذهب الكاثوليكي في فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والبرتغال، مع البروتستانتيين. وحدها انجلترا كانت تمشي في اتجاه التحرر من الطائفية والمذهبية، أي في الإتجاه الذي سلكته هولندا. بالإضافة إلى الصراعات اللاهوتية المذكورة كانت هناك صراعات على السلطة. وهي صراعات اندلعت بين عائلة "أورانج" الملكية، وبين المجالس المحلية التي تحكم المدن والأقاليم .

فبعد موت الملك غيوم الثاني وصل إلى السلطة شخص مستنير يدعى "جان دوفيت". وشهدت هولندا في عهده ازدهاراً للعلوم والجامعات. وتم إدخال الفلسفة الحديثة إليها، أي فلسفة فرانسيس بيكون، وديكارت، وهوبز. وانتعشت الحياة الثقافية وشهدت دور النشر نشاطاً كبيراً. وأصبحت هولندا منارة للفكر والآداب في كل أنحاء أوروبا.

وإذن لماذا نشر سبينوزا كتابه؟ لماذا دافع بشكل مستميت عن حرية الفكر في أكثر بلدان أوروبا تسامحاً وليبرالية؟ لأن التسامح لم يكن كلياً ولا كاملاً. فنحن نعيش في النصف الثاني من القرن السابع عشر لا في القرن العشرين، ينبغي ألا ننسى ذلك. وأصدقاء سبينوزا وناشروه كانوا يعرفون مدى محدودية هذه الحرية. وقد دفعوا الثمن غالياً. وثانياً لأنه إذا كانت الدولة متسامحة، فإن الكنيسة لم تكن كذلك. كان هناك تفاوت كبير بين الحاكم جان دوفيت المشهور باستنارته وعقلانيته، وبين رجال الدين المتعصبين. وهو تفاوت أدى في نهاية المطاف إلى مقتل الزعيم الهولندي . وأخيراً يمكن القول بأن جو التسامح الذي كانت تعيشه هولندا كان مهدداً، وسبينوزا أول من يعرف ذلك بحسِّه الفلسفي الخارق. فمعروف أن المتشددين البروتستانتيين كانوا مرتبطين بالنظام الملكي المخلوع ويتمنون عودته لأنهم يكرهون جو الحرية والتسامح ولا يستطيعون تحمل كل هذه الزندقة الفكرية!!. صحيح أن النظام الليبرالي كان يبدو واقفاً على قدميه عندما كتب سبينوزا هذا الكتاب الحاسم في تاريخ الفكر. فزعيم هولندا الذي كان صديقه وحاميه كان يترأس جمهورية مزدهرة بالتجارة وذات مؤسسات راسخة ظاهرياً. ولكن بعد سنـتين فقط من ذلك التاريخ حصل الغزو الفرنسي لهولندا، وتمت تصفية الحكم الليبرالي، وأُعيد النظام الملكي الأصولي إلى سدة الحكم. وهكذا انهارت كل أحلام سبينوزا وصدقت تنبؤاته المتشائمة عن الأصوليين أو اللاهوتيين كما يحب أن يسميهم. فهم أصل العلَّة والبلاء : أي أصل الاستبداد والقضاء على الحرية الفلسفية.

ولكن كتاب سبينوزا، ككل كتاب فلسفي عظيم، يتجاوز الحالة الهولندية لكي يشمل الحالة الأوروبية وربما الكونية بأسرها. وهو يعكس عدة مستويات من الصراع. فهناك أولاً الصراع المتفجر بين اللاهوت والسياسة. من هنا عنوان الكتاب : مقالة في اللاهوت السياسي، أو بحسب ترجمة أخرى : مقالة في اللاهوت والسياسة. وهناك ثانياً الصراع الدائر في أوروبا منذ عصر النهضة بين الكتاب المقدس وفقه اللغة التاريخي أو ما يدعى بعلم الفيلولوجيا. فمعلوم أنه منذ القرن السادس عشر راح بعض النهضويين يدعون إلى تحقيق الكتاب المقدس تحقيقاً لغوياً وتاريخياً من أجل التوصل إلى نسخة صحيحة أو أقرب ما تكون إلى الصحة. وهو تحقيق سوف يؤثر على تفسيره بطبيعة الحال، ولذلك أثار ردود فعل غاضبة في أوساط الكهنة والمحافظين. وقد استعاد سبينوزا هذه المناقشة الكبرى وساهم في بلورتها. وهناك أخيراً الصراع الأبدي الكائن بين الفلسفة واللاهوت، وهو صراع يتجاوز حدود المسيحية الأوروبية لكي يشمل الإسلام والأرثوذكسية الشرقية وسواها. بهذا المعنى فإن كتاب سبينوزا كوني أو يتناول مسائل كونية. إن راهنيَّته بالنسبة للإسلام حالياً تبدو أكثر من واضحة وملحة..


في الواقع إن سبينوزا ناقش في هذا الكتاب مسائل كان ديكارت قد تحاشاها قبل ثلاثين أو أربعين سنة خوفاً من رجال الدين. من هنا جرأة سبينوزا وجدَّته بالقياس إلى ديكارت. صحيح أنه يُعتبر أحد تلامذة الفلسفة الديكارتية مثله في ذلك مثل لايبنتز (1646-1716)، والأب مالبرانش (1638-1715). ولكنه تجاوز الأستاذ من حيث أنه طبق منهجيته العقلانية على مجال آخر لم يجرؤ الأستاذ على الخوض فيه. لنستمع الآن إلى كلام أحد كبار مؤرخي الفلسفة في فرنسا فريدنان الكييه : "من المعلوم أن ديكارت كان حريصاً على الفصل الكامل بين مجالين للحقيقة، مجال الكتابات المقدسة التي تؤدي إلى نجاة أرواحنا في الدار الآخرة، ومجال الطبيعة الفيزيائية. وهنا يمكننا أن ندرس الظواهر بطريقة علمية من أجل التحكم بالطبيعة وتسخيرها لمصلحة الإنسان. وبحسب ديكارت فإن هذين المجالين إذا كانا منفصلين عن بعضهما البعض إلا أنهما ليسا متعارضين أبداً. على هذا النحو تحاشى ديكارت بكل مكر ودهاء غضب اللاهوتيين الذين كانوا ينتظرونه على قارعة الطريق لكي يبطشوا به إذا ما تعرض للدين، وحاول تطبيق منهجيته العقلانية عليه" .

والآن ماذا يقول سبينوزا؟ عندما نقرأ مقدمته للكتاب يخيل إلينا للوهلة الأولى أنه يتبع أيضاً نفس الحل الذي اتبعه سلفه الأكبر ديكارت. فبما انه حريص على حماية الحرية الفلسفية أكثر من حرصه على إنقاذ الإيمان، فإنه راح يحصر الفلسفة في مجالها، والدين في مجاله لكيلا يعتدي أحدهما على الآخر! يقول مثلاً: "اقتناعي العميق هو أن الكتابات المقدسة (أي التوراة والإنجيل) لا علاقة لها بالفلسفة على الإطلاق. وإنما كل واحد منهما ينحصر في مجاله الخاص بالذات. فالتعاليم التي تخص الروحانيات نستمدها من الكتابات المقدسة فقط وليس من تعاليم النور الطبيعي، أي العقل. وبالتالي فالمعرفة القائمة على الوحي تتمايز كلياً عن المعرفة الطبيعية أو العقلانية سواء فيما يخص موضوعها أم مبادئها الأساسية أم وسائلها ومنهجيتها. نستخلص من كل ذلك ما يلي : بما أن هذين النمطين من المعرفة مختلفان كلياً فإنه يمكن لكل واحدة منهما أن تمارس فعلها داخل مجالها الخاص دون أن تتناقض مع المعرفة الأخرى أو تدخل في معركة معها" ...

عندما نقرأ هذا المقطع وسواه نتوهم أن سبينوزا حل المشكلة عن طريق تحاشيها! فالفيلسوف العقلاني يتفلسف ويدرس الطبيعة دون أن يأخذ الكتابات المقدسة بعين الاعتبار أبداً. ورجل الدين (أو المؤمن) يقرأ الكتابات المقدسة أو يفسرها دون أن يأخذ بعين الاعتبار المبادئ الفلسفية أو العقلانية الخارجة على الوحي. بمعنى أن حل العلاقة بين هذين القطبين الكبيرين تكون عن طريق اللاعلاقة : أي الفصل الكامل والقطيعة المطلقة. ولكن هل هذا ممكن؟ وهل ترك رجال الدين غاليليو يفسر الطبيعة على هواه؟ ألم يجبروه على التراجع عن مقولة دوران الأرض حول الشمس لأن الكتابات المقدسة تقول بعكس ذلك؟. في الواقع إن سبينوزا لا يجهل كل ذلك. ولكنه يتقدم في أرض ملغومة، هو يعرف أن أي خطأ يرتكبه سوف يُستخدم من قبل الأصوليين المسيحيين واليهود للإنقضاض عليه. فهم يشتبهون به مثلما كانوا يشتبهون بديكارت وأكثر. ولذلك فالحذر الشديد لازم، والفكر مشروط باللحظة التي يظهر فيها. وعظمة الفكر تكمن في حجم المقاومات التي يثيرها أو المخاطر التي يتحداها والتي تحيط به من كل الجهات. فالفكر ليس نزهة مريحة في واد من الزهور، وليس سيراً في طريق سهل، مفتوح إلى ما لا نهاية. الفكر في كل خطوة يخطوها، بل وقبل أن يخطو خطوة واحدة، يشعر بأنه يصطدم بالعقبات ويشعر بأن هناك مقاومة تعرقل تقدمه وتحاول إيقافه في أرضه أو وأده في مهده. الفكر، بالمعنى القوي للكلمة، هو تحرير من كل التراكمات المترسِّبة والإكراهات التي تضغط علينا وتسدّ الطريق.
عندما نتقدم في قراءة كتاب سبينوزا عن اللاهوت السياسي نلاحظ أنه لم يتقيد بالمبادئ الحذرة وربما التمويهية التي نصَّ عليها في المقدمة. فهو كان مضطراً لأن يتقدم مقنَّعاً، لأن يراعي الجو العام المحيط. والفلسفة بنت وقتها وعصرها كما يقول هيغل، ولا يمكنك أن تخرج كلياً على عصرك أو أن تهمل مشروطيته التاريخية. مهما تكن عبقرياً وسابقاً لزمنك فإنك مشروط بمصطلحاته، ولغته، ومسموحاته ومحرَّماته. يبتدئ سبينوزا الفصل الأول من كتابه بتحديد النبوة قائلاً بأنها معرفة يقينية أو محققة.

ولكن منذ الفصل الثاني نلاحظ أنه يقول لنا بأن الوحي يختلف من نبي إلى آخر بحسب طبعه، ومزاجه، وخياله، وظروف عصره. وبالتالي فنحن مضطرون لاستخدام النقد العقلاني من أجل فهم معنى كلامهم. وعلى الرغم من أن سبينوزا يقول بأنه لن يفسر الكتاب المقدس إلا من خلال الكتاب المقدس ذاته ولن يقحم عليه أي منهجية من خارجه، إلا أنه في الواقع يطبق عليه المنهجية الديكارتية، أي العقلانية. نقول ذلك ونحن نعلم أن ديكارت نفسه لم يتجرأ على ذلك عندما حصر منهجيته بدراسة الظواهر الطبيعية، ومنع تطبيقها على مجال الدين أو الإيمان. مهما يكن من أمر فإن جرأة سبينوزا على الاقتحام الفلسفي لم تكن تقل عن جرأة الفاتحين الكبار. فهو لم يتردد مثلاً عن تطبيق نظرية انكسار الأشعة الديكارتية على المقطع التوراتي التالي :"يا شمس قفي على جبعون، ويا قمر على وادي أيَّالون. فوقفت الشمس وثبت القمر، إلى أن انتقمت الأمة من أعدائها"... هذا المقطع وارد في سفر النبي يوشع. وهو يناقض العقل وقوانين الطبيعة. فكيف فسره شخص عقلاني محض مثل سبينوزا؟ قال بأن النبي يوشع لم يكن يعرف علم الفلك الحديث لأن هذا العلم لم يكن قد انوجد بعد. وبالتالي فتوهم أن الله أوقف الشمس فعلاً بطريقة خارقة للعادة. ولذلك فإنه جهل السبب الحقيقي لاستطالة النهار وتأخر الليل. فالواقع أن كمية الصقيع كانت كبيرة في تلك اللحظة في الهواء، فحصل انعكاس استثنائي لأشعة الضوء، وتوهم الناظرون أن الشمس توقفت في السماء ولم تعد تتحرك...

نلاحظ أن سبينوزا لا ينكر حصول القصة أو المعجزة. ولكنه يعزوها إلى أسباب طبيعية لا إلى أسباب خارقة للطبيعة. وهنا يكمن الفرق بينه وبين المؤمن التقليدي الذي يبتهج أكثر كلما كانت المعجزة أكثر انتهاكاً لقوانين الطبيعة. مهما يكن من أمر فإن سبينوزا يتجرأ على قول ما يلي : بما أن النبي يوشع كان يجهل قوانين الطبيعة فإنه لم يفهم المعنى الحقيقي لهذه الظاهرة الاستثنائية التي شهدها بأم عينيه. وبالتالي فإن مهمة النقد العقلاني تكمن فيما يلي : الكشف، بواسطة علم الفيزياء، عن القوانين التي كان يجهلها النبي. ولكن المعجزة بحسب تعريف سبينوزا تفترض التعليق المؤقت من قبل الله لقوانين الطبيعة : أي للقوانين التي خلقها هو نفسه من أجل تنظيم حركة الكون. وبالتالي فالمعجزة إذن مستحيلة. فالله لا يمكن أن ينـتهك القوانين التي سنَّها. وهنا نلاحظ أن الأمر ينتهي بسبينوزا ليس فقط إلى تقديم تفسير جديد للتوراة، وإنما إلى نفي المعجزات الواردة فيها. وهنا تكمن عقلانية سبينوزا المطلقة وبعضهم يقول وقاحته... وهي التي تميزه عن جميع مفكري عصره، بمن فيهم مالبرانش الذي كان عقلانياً أيضاً وديكارتياً، ولكنه لم يكن يستبعد حصول المعجزات لسبب استثنائي.
هذا فيما يخص اليهود والتوراة.

وأما فيما يخص المسيحية والإنجيل فإن سبينوزا تجرأ على رفض العقائد الأساسية للمذهب الكاثوليكي : كالتأكيد على تجسُّد الله في المسيح، أو القول بقيامة المسيح بعد موته ببضعة أيام، أو القول بالقربان المقدس : أي أن جسم المسيح ودمه موجودان حقيقة في الخبز والخمر الذي يعطيه الكاهن للمصلين في نهاية القداس.. فهذه خرافات في رأي سبينوزا، ولا يمكن لأي شخص عقلاني أن يؤمن بها. ولكي يترك مخرجاً للمسيحيين فإنه قال بتأويل هذه العقائد على أساس رمزي، لا حقيقي واقعي. فقيامة المسيح بعد الموت لم تكن جسدية وإنما رمزية أو روحية، وتجسد الله فيه هو أيضاً على سبيل الرمز، وقل الأمر ذاته عن قطع الخبز الصغيرة وجرعات الخمر... وبالتالي فالتفسير الرمزي أو المجازي ضروري لكيلا يحصل تناقض فظيع بين الكتاب المقدس وبين المنطق والعقل. ولم يتردد سبينوزا عن القول لأحد أصدقائه: ينبغي تفضيل العقل إن لم يكن على الكتاب المقدس فعلى الأقل على ما نفهمه منه... ولكن هل يعني ذلك أن سبينوزا ينكر أهمية الدين أو بالأحرى فائدته؟ بالطبع لا. فالواقع أن العامة لا يمكن أن تجد خلاصها إلا عن طريق الخضوع للدين. وتُروى عنه الحكاية التالية. سألته يوماً مؤجِّرته التي كان يسكن عندها : هل يمكن أن أجد نجاتي عن طريق ديني وممارستي لشعائره وعباداته؟ فأجابها سبينوزا : دينك جيد يا سيدتي، ولست بحاجة إلى دين آخر غيره بشرط أن يكون ذلك من خلال التقى وأن تعيشي حياة هادئة ومسالمة ولا تؤذي أحداً..

في الواقع إن سبينوزا كان يعرف أن الدين يؤمن للناس البسطاء الطمأنينة النفسية التي لا يمكن أن يجدوها في أي مكان آخر. وبالتالي فمن غير المعقول أن يحرمهم من هذه الطمأنينة التي لا يمكن للإنسان أن يعيش بدونها. أما هو فكان يستطيع التوصل إليها عن طريق آخر غير الدين. وبالتالي فهناك جوانب إيجابية في الدين لا يمكن إنكارها. ولكن الشيء الذي كان يخيفه في الدين هو التعصب. نقول ذلك وبخاصة أن الصراعات المذهبية أو الدينية كانت حادة في هولندا عندما ألَّف كتابه. فالمذهب الرسمي المسيطر كان يحتقر المذاهب الأخرى على الرغم من أنها تنتمي إلى المسيحية مثله. فلم تكن تعتقد بضرورة ممارسة الشعائر والطقوس، وإنما كانت ترى أن جوهر الدين يكمن في محبة الآخرين، كانت ليبرالية جداً في فهم المسيحية، فعل الخير ليس إلا. ولم تكن تؤمن بالعقائد الأساسية المسيحية : كالتـثليث مثلاً، أو الإيمان بألوهية المسيح... ولهذا السبب تعرضت الطوائف البروتستانتية الليبرالية للاضطهاد والملاحقة وهذا ما أزعج سبينوزا جداً لأن الكثيرين من أعضائها كانوا أصدقاءه. فهو أيضاً لا يرى أن الدين هو المعاملة، وحسن الطوية، ومساعدة الفقير، ومحبة الآخر ولو لم يكن ينتمي إلى ديننا أو طائفتنا. وهذا الفهم الواسع للدين، والذي هو أخلاقي بالدرجة الأولى، كان غريباً جداً على عقلية الأصوليين المتزمتين الذين يختزلون الدين إلى جملة من الطقوس والشعائر الشكلانية الخارجية، وجملة من المحظورات والمحرمات، وجملة من العقائد اللاهوتية التي تخرج عن سيطرة العقل.

هكذا نجد أنه كان يوجد داخل المسيحية نفسها مفهومان للدين : مفهوم أصولي متحجر، ومفهوم ليبرالي متحرر. وكان الأصوليون يتهمون الليبراليين بأنهم من عَبَدة الشيطان! لماذا؟ لأنهم يرفضون رجال الدين ولا يعتقدون بضرورة أداء الطقوس والشعائر.. ولأنهم كانوا عقلانيين أو روحانيين في فهمهم للدين فإنهم أُتهموا بالزندقة، أو حتى بالإلحاد والكفر. فالأصولي يهمه قشور الدين وطقوسه الخارجية، لا جوهره ولا مضمونه. وفهم الأصولي للدين يكون عادة قمعياً، متجهماً، إرهابياً. وبالتالي فلا يستطيع أن يتحمل وجود هذه الطوائف المتسامحة جداً في فهمها للدين. نذكر من بينها طائفة الصاحبيّين (أو الكويكرز) التي كانت منـتشرة أيضاً في انجلترا. وهم الذين أثنى عليهم فولتير عندما زار انجلترا في بدايات القرن الثامن عشر. كما أثنى على تسامحهم وإنسانيتهم وقارن ذلك بتعصب الكاثوليكيين في فرنسا. وقد دعوا بالصاحبيين لأنهم كانوا يشكلون في البداية جمعية الأصحاب أو الأصدقاء التي تجتمع بشكل دوري من أجل التأمل من خلال فترات صمت طويلة. وهم لا يزعجون أحداً ولا يفرضون تديٌّنهم على أحد ويحبون جميع البشر بمن فيهم أولئك الذين لا ينـتمون إلى طائفتهم أو طرية فهمهم للدين. وقد أُسست جمعيتهم حوالي منتصف القرن السادس عشر، وهي عبارة عن فرع من فروع البروتستانتية. وينحصر تواجدهم اليوم في انجلترا، وهولندا، وبخاصة أمريكا. ولا يتجاوز عددهم اليوم المائتي ألف شخص في شتى أنحاء العالم. وهناك طوائف أخرى بروتستانتية ليبرالية غيرها. وعموماً كان أصدقاء سبينوزا ينتمون إلى هذه التيارات الدينية البعيدة عن التعصب.نذكر من بين هذه الطوائف بشكل خاص طائفة المنّونيين، نسبة إلى الكاهن الهولندي منّو سيمون (1496-1561).

على الرغم من أن سبينوزا كان صديقاً للتيارات المسيحية الليبرالية إلا أنه اصطدم أحياناً بالخرافات المنتشرة في أوساطهم. وهي خرافات يصعب اقتلاعها من النفوس لأنها متجذّرة منذ زمن طويل. ونقصد بها هنا الأفكار الشائعة عن الكتب المقدسة والتي يحتج بها المؤمنون ضد العقل كلما دعت الضرورة إلى ذلك. فالنقل يتغلَّب على العقل لدى المؤمنين بشكل عام. أو قل أن هيبة النصوص المقدسة، وهي هيبة راسخة منذ قرون عديدة في عقول البشر، تتغلَّب بالضرورة على هيـبة الفلسفة أو الفكر المنطقي. وعلى الرغم من أن سبينوزا كان يعيش في العزلة ويحرص على عدم نشر آرائه عن الدين، إلا أن سمعته كانت قد انتشرت وأقنعت الناس بأنه ملحد لا يؤمن بأي دين من الأديان بما فيها الدين اليهودي الذي نشأ فيه. وهذه السمعة كانت مخيفة في ذلك الزمان لأن كلمة ملحد كانت تعني تقريباً كلمة مجرم! وكان القانون الأوروبي يعاقب عليها أشد العقاب. بالطبع فإن سبينوزا لم يكن ملحداً بالمعنى الذي يقصدونه، ولكن فهمه الواسع للدين كان فوق مستوى أناس عصره. في الواقع إن سبينوزا لم يكن طائشاً ولم يهاجم الدين، وإنما هاجم اللاهوتيين وطريقة تفسيرهم للدين. وهنا يكمن فرق كبير. ولكن عامة الناس لا تفرق بين الدين ورجاله. فأنت إذا ما هاجمت الأصوليين أو رجال الدين فإنهم يعتقدون أنك هاجمت الدين! مهما يكن من أمر فإن هدف سبينوزا من وراء تأليف كتابه عن اللاهوت السياسي هو تقديم تفسير جديد للدين وللنصوص المقدسة. وهو يحرص على القول بأن هذا التفسير لا يتعارض مع النظام السياسي الجمهوري ولا مع الحرية المطلقة للتفكير. وحده تأويل الأصوليين للدين يتناقض مع ذلك. والبعض يعتقد أن تصور سبينوزا لله لم يكن بعيداً جداً عن تصور أديان التوحيد. ولكن الكثيرين من الآخرين يعتقدون العكس. فهم يرون أنه كان أقرب إلى مذهب الحلولية ووحدة الوجود. مهما يكن من أمر فربما كان موقفه أقرب إلى الإيمان منه إلى الإلحاد بالمعنى المادي المحض للكلمة. وعلى أي حال فإن أحداً لم يتحدث عن الله مثلما تحدث هو، ولم يكرر كلمة الله على مدار كتبه مثلما كررها هو. فإذا كان ملحداً بعد ذلك، فإنه ليس بالمعنى المبتذل أو السهل أو الرخيص الشائع.

ينبغي العلم بأن نقطة انطلاقه الأولى في الكتاب المذكور هي الوحي الذي يعترف به بدون أي مناقشة. فأنبياء العهد القديم وحواريو العهد الجديد استطاعوا التوصل إلى مجموعة صغيرة من الحقائق الأساسية الضرورية لهداية الإنسان في هذه الحياة. لقد توصلوا إليها عن طريق آخر غير طريق الفلسفة. وأولى هذه الحقائق هي أنه يوجد إله، والله هو الذي يسهر بعنايته على البشر ويأمرهم بأن يحبوا بعضهم بعضاً. وكل اللاهوت الديني يختزله سبينوزا إلى هذه الفكرة الأساسية. والاعتقاد بصحة ذلك يعني أنك شخص مؤمن. وتطبيق هذا الأمر في الحياة العملية يعني أنك تقيٌ ورع. وسبينوزا يعتقد أن طاعة الله والإيمان به وتنفيذ أوامره التي تتلخص كلها بمحبة الآخرين، تكفي لنجاة الإنسان أو خلاص روحه في الدار الآخرة. وليس بحاجة إلى الإيمان بشيء آخر، أو ممارسة أية طقوس أو شعائر.. هكذا نلاحظ أنه بسَّط الدين إلى أقصى حد ممكن وأعاده إلى جوهره الحقيقي : التقى، الورع، الاستقامة، محبة الآخرين.

في الواقع إن التفسير العقلاني الذي قدمه سبينوزا عن الكتابات المقدسة يهدف بالدرجة الأولى إلى بلورة نوع الأخلاق الإجتماعية التي تجنِّب البشر الصراعات الطائفية والمذهبية. فالمبدأ اللاهوتي الذي نصّ عليه لا يمكن أن يُرفَض من قبل أي دين او مذهب. لا يوجد دين يرفض المبدأ القائل بمحبة الآخرين أو مساعدتهم ومعاملتهم بالحسنى. ولكن الطقوس والشعائر والعقائد التي تختلف من دين لآخر هي التي تفرق بين البشر وتشعل الحروب المذهبية والعصبيات الطائفية. وإذن فسبينوزا حاول حلَّ مشكلة اجتماعية خطيرة كانت تهدد هولندا التي يعيش فيها المسيحيون بشتى طوائفهم وكذلك اليهود.. فهؤلاء، لكي تجنّبهم الشقاقات والنـزاعات، ينبغي أن تجمعهم على مبدأ واحد يكون بمثابة القاسم المشترك للجميع. وبعدئذ يستتبُّ السلام العام في المجتمع وبمكن للفلاسفة أن يتفرغوا لأنفسهم وتأملاتهم بدون أن يعكِّر ضجيج العامة صفوهم او يهدد طمأنينـتهم. وعندئذ تبتدئ بلورة الطريق الآخر المؤدي إلى الحقيقة : أي طريق الفلسفة، لا طريق التسليم والدين...

في الواقع إن مشكلة سبينوزا كانت هي الكثرة : أي أغلبية الشعب التي سرعان ما تستفزها الأهواء والعصبيات فتنهض لكي تحرق الأخضر واليابس. وهي أكثرية عاجزة عن فهم الفلسفة أو الارتفاع إلى مستوى المعرفة الفلسفية. ولذا فمن المستحسن أن نقدم لها أخلاقاً عملية قائمة على الإيمان والدين المتسامح. ولذا لم يحاول سبينوزا أبداً تغيير عقلية أصدقائه أو جيرانه الذين كانوا يجدون طمأنينتهم في الدين وممارسة طقوسهم وشعائرهم. فما داموا يعيشون بسلام وأمان ولا يؤذون أحداً فإن تديُّنهم جيد ومقبول عند الله. ولكن إذا حاولوا الاعتداء على الآخرين أو إجبارهم على ممارسة الشعائر والطقوس أو إكراههم على اعتناق نفس العقائد، فإن تديُّنهم يتحول إلى تعصب غير مقبول. وهو تعصب يهدِّد السلام الاجتماعي في بلد يعجُّ بالطوائف والمذاهب المختلفة. في الواقع إنه كان يرفض شخصياً كل الطقوس والشعائر سواء أكانت مسيحية أم يهودية. لماذا؟ لأن جوهر الدين يكمن في مكان آخر، ولأن اختلافها من هذا الدين إلى ذاك، بل وأحياناً من هذا المذهب إلى ذاك، يدلُّ على عرضيّتها وطابعها التاريخي المحض. وبالتالي فهي ليست ملزمة وخاصة بالنسبة للفيلسوف. أما بالنسبة للعامة فبإمكانهم أن يمارسوها إذا كانت تؤمِّن لهم الراحة النفسية.

ولكن ماذا نفعل إذا ما عثرنا على تناقض بين أحد مقاطع التوراة وبين العقل؟ سبينوزا لا يتردد لحظة واحدة في الإنتصار للعقل وإهمال المقطع المذكور واعتباره شيئاً مضافاً من قبل النسّاخ إلى الكتاب المقدس، والتالي فهو ليس منه ولا يلزمنا بأي حال. وأخيراً نطرح هذا السؤال : ماذا كان موقف المعاصرين من كتاب سبينوزا بعد صدوره؟ على الرغم من أنه لم يوقع اسمه عليه، وعلى الرغم من كل الاحتياطات التي اتخذها إلا أنهم عرفوا بأنه هو الذي ألَّفه. وقد أجمع اللاهوتيون على تكفيره والتنديد بأفكاره الهدّامة والخطرة على الدين. ففي رأيهم إنه لا يمكن اختزال الدين إلى مجرد طاعة الله ومحبة الآخرين، وإنما هناك أشياء أخرى غير ذلك أو بالإضافة إلى ذلك هناك الطقوس والشعائر والعقائد... ثم قالوا بأن فكر سبينوزا يتعارض مع تعاليم الكنيسة المسيحية وبالتالي فلا يمكن القبول به لأن ذلك يعني الخروج عن الدين... ولكن هذه الإدانات الصادرة عن رجال الدين والتي كانت متوقعة لم تمنع انتشار الكتاب وحصول ضجة كبيرة حوله. وبما أنه مكتوب باللاتينية، أي لغة الثقافة في كل أنحاء أوروبا آنذاك، فإنه انتشر خارج هولندا : أي في ألمانيا، وفرنسا، وانجلترا.
وتصدى الكثيرون له إما لشرحه، وإما لدحضه، وإما للاثنين معاً. في الواقع إن أطروحته القائلة بأن الفلسفة لا تهدّد الدين لم تقنع الكثيرين، وبخاصة إذا ما أخذنا الدين بالمعنى الشائع في المجتمع لا كما يتصوره هو. فالدين، بالنسبة للمسيحي العادي، كان عبارة عن طقوس وشعائر وأسرار ربانية غيبية قبل كل شيء آخر. وبالتالي فالمفهوم العقلاني الذي قدمه عن الدين ما كان بإمكانه أن يواجه المفهوم التقليدي الراسخ منذ مئات السنين. سوف ينتصر مفهومه عن الدين ولكن لاحقاً: أي بعد مائتي سنة، بعد أن تتقدم الشعوب الأوروبية، وتتعلّم، وتستنير... حقاً لقد جاء سبينوزا قبل الأوان بوقت طويل...

jeudi 23 juillet 2009

الابيكورية و الفكر الاسلامي


قعدت المدرسة الابيكورية اكثر من 5 قرون صامدة في وجه اعدائها ووفية لتعاليم مؤسسها ابيكور على عكس الانشقاقات و التشيع اللي عرفتها المدارس الفلسفية الاخرى و بما انو الديانة المسيحية ما تسلم منها اي مدرسة من الحل و تشويه المذاهب متاعها ..عرف انصار المدرسة الابيكورية اتهامات الالحاد و الزندقة الى درجة انو الملحدين و المفكريين المتحررين كانوا ينعتوهم بالابيكوريين على خاتر كان اسم ابيكور رمز متاع عدو المسيح اللدود و تواصل ها الموقف حتى القرون الوسطى ..مباعد في عصر النهضة في ظل احياء التراث الهلينتسي القديم و المصالحة مابين مذاهبها الفلسفية و الدين المسيحي عرفت الابيكورية شوية اعتبار مثال" ايراسم " بذل مجهودو بش يوصل للتوفيق اللي حكيت عليه و قال اللي المسيحي هو تلميذ ابيكور الافضل و "مونتاني" رغم استهزاؤو بالمذهب الذري كان ابيكوري من جهة اعجابو باخلاق اللذة و شاخ على النصيحة الداعية الى "تحويل الفكر من الامور المحزنة الى الامور المفرحة" و لقد ساهم شارون باعادة الاعتبار الى ابيكور فنادى بتطهير الدين الحق من الخرافات المولدة للكدر في انفس المؤمنين و هكذا انتهت المعركة ضد اللذة بوصفها مخجلة للفيلسوف و جاء عهد "الفضيلة الجميلة الممتعة..عدوة الكرب و الاكراه و الخشية" و في القرن 17 ما وخرش ديكارت بان الفضيلة القاسية و المحاربة للذة ما كان عندها من الانصار غير المكروبين او ذوي العقول الغافلة عن الجسد " بينما لم يبتعد ابيكور عن الصواب و قتلي رد السعادة في المتعة عموما اي في انبساط الفكر و رضاه.. كما تحمس غاسندي لمذهب ابيكور و كرسلو جانب كبير من اعمالو و نصبه قبالة الارسطيين و الديكارتيين..و نشر الترجمة اللاتينية للباب العاشر من كتاب ديوجان بش يعبر عن نزعة ابيكورية جديدة تربط ما بين الذرية القديمة و الميكانيك المنطورة في القرن17 ..و كان هوبس زادة ابيكوريا باعتناقو للمذهب الذري القديم و سبينوزا اللي كانت فلسفتو الاخلاقية عبارة عن تأليف بين الابيكورية و الرواقية و شهد اتباع غاسندي في القرن 18 انتشار كبير لاخلاق اللذة مثل سانت افرمونت بانجلترا و هلفسيوس بفرنسا
بالنسبة لنظرية اللذة ماكانش عندها تاثير عميق في الفكر الاسلامي الوسيط و اللي تشيرلوا بعض الدراسات اللي ممكن يكون فما توافق ما بين نفهوم اللذة الابيكوري و مفهوم الرازي للذة باعتبارها ليست شيى اخر سوى الراحة من الالم كما انو اهتمام الرازي باللذة الابيكورية ما وقفش في حد التعبير بها و انما كان مذهبو الاخلاقي يقوم على نزعة هيدونية تجعل منو ابرز تلميذ لابيكور في العالم الاسلامي ..فيما يخص افكار ابيكور فيما يخص الذرة و انقسام المادة نقاو المسلمين اهتمو ا بالامر :
و منهم علماء الكلام في العصر العباسي بطريق مباشر أو غير مباشر أمثال أبي الهذيل العلاف(3) (849م)، ومعمر بن عباد (89م)، وهشام الفوطي (833م) من المعتزلة. ثم تبعهم الأشاعرة زمرة أبي الحسن الأشعري (935م)، (4).‏

وخلاصة أقوال المتكلمين من معتزلة وأشاعرة بهذا الصدد هي أنَّ الأجسام البسيطة الطباع مركبة من أجزاء صغار لا تنقسم أصلاً وقيل فعلاً، وقيل من أجزاء غير متناهية.‏

ثم تبع المتكلمين الطبيب الفيلسوف أبو بكر الرازي (932م)، الذي شيد صرح مذهب ذري مشهور يشمل فيه التركيب الذري الهيولى والخلاء بحيث يكون الجسم تركيباً لهذين الصنفين من الذرات؛ فالأجسام عند الرازي تتألف من أجزاء الهيولى لا تتجزأ، ومن الخلاء تتخللها، وللأجزاء التي لا تتجزأ حجم، وهي أزلية، ويسمي الرازي الهيولى المؤلفة من أجزاء لا تتجزأ متفرقة، وقبل أن تتصور بصورة الأجسام والعناصر "الهيولى المطلقة"(5).‏

ونفى المذهب الذري فلاسفة الإسلام الذين ذهبوا إلى أن الأجسام متصلة في نفسها، كما هي عند الحس قابلة لانقسامات غير متناهية. ونقصد بفلاسفة الإسلام الشيخين أبا نصر "الفارابي" (950م)، وأبا علي "ابن سينا" (1027م)، وغيرهم من المشائين الذين تابعوا أرسطو الذي استشنع قول القائلين بالجزء الذي لا يتجزأ.‏

وأما الإشراقيون كالشيخ المقتول "شهاب الدين السهرورودي"(ت1191م)، الذي تابع أفلاطون، فذهبوا إلى أن الجوهر الوحداني المتصل في حد ذاته قائم بذاته غير حال في شيء آخر لكونه متحيزاً بذاته، وهو الجسم المطلق، فهو عندهم جوهر بسيط لا تركيب فيه بحسب الخارج أصلاً(6).‏

ولقد ذهب المفكرون العرب المسلمون القدامى بصدد الجزء الذي لا يتجزأ إلى أربعة احتمالات:‏

أولها: كون الجسم المفرد مؤلفاً من أجزاء متناهية صغار لا تنقسم أصلاً أي لا كسراً ولا قطعاً ولا وهماً ولا فرضاً، وهو مذهب جمهور المتكلمين. وقيل لا تنقسم فعلاً ولكن تنقسم وهماً وفرضاً، وهو مذهب طائفة من القدماء.‏

وثانيها: كون الجسم مركباً من أجزاء غير متناهية صغار لا تنقسم أصلاً وهو ما التزمه بعض القدماء والنظام (845م)، من متكلمي المعتزلة، وكان النظام بين متكلمي المعتزلة أكبر خصوم مذهب الجزء الذي لا يتجزأ، وقد دعت مهاجماته له أصحاب هذا المذهب إلى التفكير في أصوله وأرغمتهم على طلب أدلة تثبت أمام النقد.‏

وثالثها: كونه غير متألف من أجزاء بل هو متصل من نفسه كما هو عند الحس لكنه قابل لانقسامات متناهية، وهو اختاره محمد الشهرستاني.‏

ورابعها: كونه غير متألف من أجزاء، بل هو متصل من نفسه كما هو عند الحس لكنه قابل لانقسامات غير متناهية، وهو ما ذهب إليه الحكماء (الفارابي، وابن سينا، الخ..).‏

وعلى تقدير ثبوت الجوهر الفرد فلا صورة ولا هيولى ولا ما يتركب منهما(7)، بل هناك جسم مركب من جواهر فردة كما ذهب إليه ذي مقراطيس. وكان قد قال:‏

إن مبادئ الأجسام أجسام صغار صلبة لا تقبل الانفكاك وإن كانت قابلة للقسمة الوهمية(8).‏

ويذكر ابن حزم (1063م) لمؤيدي مذهب الذرة (المعتزلة)، خمسة أمثلة على وجود الجوهر الفرد، منها:‏

ـ لو لم يوجد الجوهر الفرد لكان الماشي الذي يقطع مسافة متناهية، يقطع مالا نهاية له، لأن هذا المسافة تقبل القسمة إلى غير نهاية.(تخلص النظام من هذه الصعوبة بأن قال بالطفرة).(9).‏

ـ لوكان لا نهاية للجسم في التجزؤ لكان في الخردلة من الأجزاء التي لا نهاية لها مثل مافي الجبل.(اضطر النظام إلى التسليم بهذا الدليل).‏

ومما قاله أبو بكر الباقلاني (1012م)؛ لو كان انقسام الجسم لا نهاية له، لكان لا نهاية لما في الفيل ومافي النملة من أجزاء حيث قال في كتابه "التمهيد في الرد": "والدليل على إثبات (الجوهر الفرد) عِلمنا بأن الفيل أكبر من الذرة (النملة). فلو كان لا غاية لمقادير الفيل ولا لمقادير الذرة لم يكن أحدهما أكثر من مقادير من الآخر. ولو كان كذلك لم يكن أحدهما أكبر من الآخر كما أنه ليس بأكثر مقادير منه"(10). ويذكر الايجي في المواقف مثال الخردلة والسماء، ويستعين فخر الدين الرازي (1210م)، في "المباحث الشرقية"، عند بيان هذا البرهان بهذا المثال على صورة تختلف قليلاً؛ فيقول: لو كان الجسم يقبل تقسيمات غير متناهية لصح أن يوجد من الخردلة ما يغشي به وجه السموات السبع، وذلك محال، فما أدى إليه مثله.‏

وعبر أبو الريحان البيروني في مراسلاته المشهورة مع ابن سينا عن تعاطفه مع مذهب الجوهر الفرد لكنه لم يحسم المعضلة لافتقاد الأدلة المخبرية، إذ يعترف بوجود مصاعب في هذه النظرية(11)، ففي المسألة الرابعة يسأل البيروني ابن سينا:‏

"لم أستشنع أرسطو طاليس قول القائلين بالجزء الذي لا يتجزأ، والذي يلزم القائلين بأن الجسم يتجزأ إلى ما لا نهاية أشنع، وهو أن لا يدرك متحرك متحركاً يتحركان في جهة واحدة، ولو كان المتحرك متقدماً منهما أبطأ حركة؟.. ولنمثل بالشمس والقمر الخ....".(12).‏

فأجاب ابن سينا: "إن قول أرسطو طاليس بأن الجسم يتجزأ إلا ما لا نهاية، ليس يعني أنه يتجزأ ابداً بالفعل، بل يعني به أن كل جزء منه له في ذاته وسط وطرفان. فبعض الأجزاء يمكن أن تفصل بين جزئيه اللذين يحدهما الطرفان الواسطة، وهذه الأجزاء منقسمة بالفعل....".(13). وخلاصة إجابته: أن أرسطو أنكر تقسيم العناصر إلى هذا الجزء علمياً ولم ينكره نظرياً. وكان هذا الجواب من أقوال الرازي، لذلك وثب البيروني قائلاً: هذا جواب محمد بن زكريا، فمتى صار مأخوذاً برأيه، وهو مكلف فضولي!..‏

واشترك في الحوار العلمي هذا أبو سعيد أحمد بن علي المعصومي، أحد تلامذة ابن سينا، وتكفل بالرد على البيروني (14)، والمنقول عن الحكماء أنهم احتجوا على نفي الجوهر الفرد بوجوه سبعة.‏

وقد تناظر الفريقان، ومما جاء في مناظرتهم قول الفريق الأول: "لو كان الجسم مؤلفاً من أجزاء غير متناهية بالفعل لزم أن لا يقطع المسافة المحدودة إلا في زمان غير متناه، لأن قطع المسافة المحدودة يتوقف على قطع أجزائها غير المتناهية، وقطع الأجزاء غير المتناهية لا يكون إلا بحركة غير متناهية في زمان غير متناهي الأجزاء....).(15).‏

ويطرح أبو البركات ابن ملكا البغدادي (1152م)، في "الكتاب المعتبر في الحكمة"، رأياً فيه جدة يذهب إلى ذرية الأرض، ويدحض في الوقت نفسه ذرية الماء والهواء والنار، يقول: "فالارض والأرضيات من المعادن والنبات والحيوان كلها هكذا، فمتصلها ينفصل بعسر، ومنفصلها لا يتصل بسهولة، ويبقى على انفصاله، وأكثر الموجود فيها رمال وتراب متجزئة إلى أجزاء صغار، ويتسلط عليها التصغير بالدق والسحق إلى حد يخفي آحاد الأجزاء عن أبصارنا".(16).‏

ولقد عُرف أبو البركات بقوله بضرب من الذرية الهندسية الرياضية خلاصتها: تركب الجسم من السطوح، والسطوح من الخطوط، والخطوط من النقط. يقول: "فنهاية الخط الذي هو طول لا عرض له وقطعه يسمى نقطة، ونهاية السطح الطويل العريض الذي لا عمق له وقطعه خط، ونهاية الجسم الطويل العريض العميق وقطعه سطح ما فهذه تسمى نهايات إلا أن السطح الذي هو نهاية الجسم له نهاية أيضاً فيما فيه امتداده، أعني في طوله وعرضه إذ لا عمق له، والخط له نهاية في طوله إذ لا عرض ولا عمق له، والنقطة التي هي نهاية الخط لا نهاية لها إذ لا امتداد لها في جهة، فلا يقال عليها التناهي واللا تناهي بل هي نهاية لا تتناهى ولا لا تتناهى"(17).‏

ويمكن التقصي عن هذا المقام بأن القائلين بتركيب الجسم من السطوح هم المتكلمون القائلون بالجوهر الفرد، فإنهم طائفتان؛ طائفة، وهم الأشاعرة القائلون بأن المركب من الجوهرين جسم. وطائفة أخرى يرون أن المركب من الجواهر الفردة لا يكون جسماً إلا إذا كان طويلاً عريضاً عميقاً، فيتركب الجواهر على سمت، فيكون خطأ، ثم يتركب الخطوط فتكون سطحاً، ثم يتركب السطوح فيكون جسماً.)(18)، وقد رفض جمهور الحكماء هذه الذرية الرياضية.‏

إذاً فالمذهب الذري الإسلامي دخل في الرياضيات، فالنقطة الهندسية هي الجوهر الفرد، وبهذا الصدد يقول أبو المعالي الجويني إمام الحرمين (1085م)، إن الكرة الحقيقية إذا وضعت على سطح بسيط حقيقي فإنها إما أن تماسه بجزء منها لا ينقسم فيكون هذا هو الجوهر الفرد، وإما أن تماسه بجزء ينقسم فلا تكون كرة، بل سطحاً بسيطاً، وهو خلاف الغرض(19).‏

والشهرستاني (1153م)، في "نهاية الأقدام"، يعتمد على فكرة الدائرة عند محاولته إثبات الجزء الذي لا يتجزأ، وفكرتها تقوم على أنه يستحيل أن نتوهم في وسط الدائرة أكثر من جزء واحد لا ينقسم، وهو في الحقيقة أمر جائز توهمه إذا لم يكن للجزء قسط من المساحة. ويحكي عن الجويني أنه سلك في سبيل إثبات الجزء مسلكاً اعتمد فيه على ضرورة ملاقاة الكرة للسطح البسيط بجزء منها لا ينقسم.‏

ونلقى الشهرستاني يدلل على السطح البسيط المنتهي بحد فيقول: لما كان الحد خطأ، وكان طولاً لا عرض له، فإن للجسم نهاية هي الخط فإن كان هذا الخط الذي ينتهي به الجسم منقسماً في العرض لم يكن خطأ، وهو وإن انقسم طولاً فإنه ينقسم إلى نقط، وهذه لا تنقسم، وهذا هو الجوهر الفرد في نظر المتكلمين(20)، أي الذرة بلغة العصر. واعتبار الجزء الذي لا ينقسم نقطة رياضية كان موئلاً أخذ منه الفلاسفة الإسلاميون أسلحتهم لمنازلة أصحاب مذهب الجوهر الفرد. والنقطة موجودة بالاتفاق، أما عند المتكلمين فلأن النقطة هي الجوهر الفرد، وهو موجود، أما عند الحكيم فلأنها طرف الخط الموجود، وطرف الموجود موجود، والنقطة لا تقبل القسمة، فإن كان جوهراً كما هو عند المتكلمين فهو المطلوب لأنه حينئذٍ وجد جوهر ذو وضع لا يقبل القسمة، وإن كانت النقطة عرضاً كما هو عند الحكيم لم ينقسم محلها لأنه لو انقسم محلها لانقسمت بانقسام محلها أيضاً لأن الحال المنقسم لابد وأن ينقسم وإذا لم ينقسم محل النقطة يلزم المطلوب لأن محل النقطة ذو وضع غير منقسم، فإن كان جوهراً يلزم وجود جوهر ذي وضع غير منقسم وهو المطلوب. ويزيد أبو الثناء شمس الدين الأصفهاني على ذلك بقوله: "ولقائل أن يقول النقطة عرض ومحلها خط منقسم، وانقسام محلها لا يقتضي انقسامها لأن الحال في المنقسم إنما يجب انقسامه إذا كان حلوله في المحل من حيث هو منقسم، أما إذا كان حلوله في المحل لا من حيث هو منقسم فلا يلزم من انقسام المحل انقسامه، والنقطة حالة في الخط من حيث أنه لا ينقسم لأن النقطة إنما تحل في الخط، والخط من حيث التناهي والانقطاع غير منقسم، فلا يلزم من انقسام الخط انقسام النقطة"(21).‏

وهكذا عرف المشرق العربي الإسلامي في العصر الوسيط مدرسة ذرية رياضية، طبقت الفرضية الذرية في حساب المتناهيات في الصغر(22)، وكان من أبرز أعلامها نصير الدين الطوسي (1274م)، وقطب الدين الشيرازي (1311م)، فكان الجوهر الفرد إرهاصاً لعلم النهايات، ثم حساب التفاضل والتكامل.‏

ويلاحظ أن دراسات أبي سهل ويجن بن رستم الكوهي الذي كان سنة 988م، رئيساً للمرصد الذي أنشأه شرف الدين البويهي في بغداد هي التي مهدت الطريق أمام علماء النهضة في أوروبا في الشأنين التاليين:‏

1 ـ طريقة النهايات الصغرى والكبرى كما يحدث في منحنيات القذيفات (القطع المكافئ).‏

2 ـ طريقة إيجاد أطول المنحنيات والمساحات المحصورة بينها وبين الإحداثيات الأفقية أو الرأسية ثم حجوم مختلف الأشكال والمدورات، ثم مراكز أثقالها.‏

في حين انو الاشاعرة اهتموا بنظرية محدودية الانقسام و استخدموها وفق حاجياتهم ليستخلصوا منها القدرة المطلقة للاله الخالق للكون و المدبر لشؤونه و..فالحاص اذن ان المذهب الذري الاسلامي يقوم على خلفيات دينية ما نجموش ننكروها و ربما كانت ها الخلفيات هي الي سمحت بتطور ها المذهب و اعطاؤو ابعاد ما تعطاتش قبل ..الامر الملفت للانتباه ان المذهب الذري الابيكوري رد صاحبو ينكر القول بالخالق و العناية الاهية في حين انو نفس المذهب على العكس سند رئيسي للاشاعرة في وقوفهم ضد القدرية المؤمنة بحرية الانسان و اثبات لقدرة الله الطلقة و حدوث العالم و خلق الله المستمر له .

vendredi 10 juillet 2009

فكر بغيرك

وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ

لا تَنْسَ قوتَ الحمام

وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ

لا تنس مَنْ يطلبون السلام

وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ

مَنْ يرضَعُون الغمامٍ

وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ

لا تنس شعب الخيامْ

وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ

ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام

وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ

مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام

وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك

قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام


محمود درويش

mardi 7 juillet 2009

القرآن عند المعتزلة


ممّا لا شك فيه و لا اختلاف انّو تاريخ الاسلام عرف برشة رجال مفكرّين اجتهدوا و كمبسوا مليح و حاولو يخالفو العادة و محاكاة افكار الاخرين السابقة و جرّبوا ينظروا للاسلام من زوايا متعددّة من خلال طرح اشكاليات عديدة لكنهم في المقابل ما لقاوش يد المساعدة من عند رجال الامّة اللي حبوا ينظرو للمسائل من واجهة وحدة تمشي مع مصلحتهم الضيّقة ومن بين المفكرين نقاو الجماعة المتحررة "المعتزلة" اللي طرحوا برشة اشكاليات تحسسنا بانو العرب عندهم ما يقولو في رواحهم فيما يخص المنطق و علم الكلام ..من بين الاشكاليات نقاو اعتقاد المسلمين و نظرتهم للقرأن و دورو في تكوين العقيدة(دوقم) من طرف رجال الدّين....في الواقع اسئل اي واحد يعرضك في الشارع قولو "شنوّة توحيلك كلمة قران ؟؟؟؟" توة يقولك "كلام ربّي "...منذ قرون و العباد معدّلة طاسة مخّها على فكرة انو القران هو كلام ربي المقدّس و هو الشي الي خلّا الانظمة التيوقراطية ترد ها المعتقد عقيدة و تحكم بحكم الاهي و عندكم الانظمة السياسية في العصور الوسطى كافضل دليل ....ها الحكاية تمثّل تواصل للوضع السائد منذ العصور الظلامية على خاتر القران عندو فترة ما عادش يمثل قادح للنقاش و تبادل الاراء و التاملات في ظل تطفية الضو متاع الفقهاء المعاصرين على نظرة المتحررين و عصارة ذهنهم فيما يخص القران ..
عدم التفكير في القران نراه ميراث اسود بدينا فيه من القرن 12 م و السلط الدينية عاملينو حاجز قدام التناقش و الحوار فيما يخص الدين باسم "الثبات" و "الوحدة" بش تكون رقابة اجتماعية و تولي "صنصرة" لاي فكرة مخالفة للمعهود

المسلمين متاع توة ما ينجموا يكونوا كان ورثاء البوليس الديني اللي يمنع البحث و التمحيص و الي يهمش و يقتل اي حاجة خمموا فيها المعتزلة في بداية القرن 9 م حتّى اخر القرن 11 م و الي حبست في زنزانة ضيقة انتاج 3 قرون متاع ابداع فكري .....حسب المعتزلة كلام ربي موش ساهل بش البشر يوصلولو و دليلهم على ذلك موجود في سورة البروج

بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيد "21 "فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ"22 "

يعني القران موجود في السمّاوات بما انو في لوح محفوظ و نزول نسخة منو من السماء للارض ينجم يخلينا نخمموا في عملية تاويلية و اللي الرسالة الاهية تتفاعل و تتاقلم مع اللغة متاع الانسان و الي هي في هذه الوضعية متاع الاسلام العربية ..بعبارة اخرى القران اللي نعرفوه يمثل ترجمة للمنطق الاهي ( سامحوني ما قيتش كلمة اخرى غير "منطق" كان عندكم اعطيوني كلمة اخرى) غير المعروف و المتعالي علينا بالطبيعة للغة البشرية ....يعني الكتاب (المصحف )اللي نقراو منو ماهوش كتاب سماوي ..اما يمثل "تحديث" لام الكتاب" نقاو في سورة الرعد

" يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ

يعني النموذج القراني الامثل ماهوش "ترنسميسبل" اما النموذج القراني الارضي الي نقاوه في المصحف يمثل "الهام" من النموذج الاهي الامثل حسب رؤية المعتزلة بطبيعة الحال......من هذا المنطلق المعتزلي نجموا نخمموا في حاجة اخرى : بما انو الانسان داخل في الحكاية نجموا نقولو الي القران موش حاجة الاهية مية بل مية ..و الله اعلم

مقاربة كيما هاذي تخلي الانسان المسلم يخمم في الرسالة الملهمة من خلال النظر في مصطلحات افلاطونية (النموذج الامثل و افتراضات "التحديث").. و كي نخزروا من ناحية اخرى للمعتزلة نقاوهم يبعدوا اللاه على العالم المادي المحسوس و ابتذال الافعال البشرية و نحسوهم يقربوا للفكر متاع سبينوزا ..المعتزلة جعلوا الاه حاجة لازمة و جردوه من مسالة الخير و الشر و اعطاو للانسان حريتو و مسؤليتو تجاه افعالو و جعلوا الاه "حكم " يوضح اختياراتهم من خلال تعريضهم للحقايق الصايرة في الارض

الاطروحة المعتزلية تمثل معطيات لوضعية منطقية بش يشوفوها المسلمين بش يستوعبوا ربما فكرة موجودة في "ل اتيك" متاع سبينوزا متاع الاه المنيع من التشويهات الانسانية .

انتوما تشوفو اللي مثل ها التحاليل تنجم تؤذي مصالح المسلمين و من هنا نجم نتسائل على تفسير علاقة الدين بالسياسة و توظيف الدين للتسييس

فهل من الضروري ان يكون خضوع الديني للسياسي طريق يوصل الشعوب لبناء دولة ديمقراطية؟؟؟؟؟؟؟

jeudi 2 juillet 2009

انا ماذبيّ...نعيش بكيفي... في حريّة


اليوم بش نتلهى بمشكل" الحرية" من وجهة نظر عالم الوراثة "البار جاكوار" انطلاقا من مقاربتو الفلسفية اللي جات في صيغة محاورتو لتلاميذ الاقسام النهائية بمعية استاذتهم متاع الفلسفة متاعهم اللي ادارت الحوار (ما صاب يوليو في تونس يعملوا هكة ..اما يبطى ياسر) خلي الفلسفة اللي نظنها بداية لحرية التفكير تبعد عن شكل "الكور ماجيسترال" و تولي فرصة للحوار و التناقش وفق مقتضيات التفكير ( التعريف و الاشكلة و الحجاج.....) بش نقّصوا من الخوف من الفلسفة من جراء الاعداد الطايحة عند التلاميذ و الاّ استنقاص قيمة الفلاسفة اللي ما هوش من توة( من وقت طاليس و ممكن قبل)...ما نزيدش نطول عليكم ..نعطيكم نص الحوار .

التلاميذ: بما انّو اختصاصك علمي نعتقدوا اللي رؤيتك لازمها تكون واضحة و دقيقة للظواهر الطبيعية و بما انّنا نعلموا اللي العلوم بصفة عامة تقوم على (الديترمينيزم)...نحبّوا نتسألو هل انك تنكر "الحرية"؟؟؟؟؟

الاستاذ جاكوار: تعطشنا للحرية راجع بالاساس للميزة اللي ما يملكها كان الكائن البشري اللي هي التفكير في "غدوة"...الحيوانات ما عندهم كان كان الماضي و الحاضر و حتّى وقتلي نشوفو في سلوكاتهم اللي تظهر تهدف الى حاجة مستقبلية ما هي الا لنتيجة لاحداث ماضية و حاضرة...احنا افراد الجنس البشري اكتشفنا المستقبل هو السبب اللي خلانا نتساءلوا على شنوة بش يصير في المستقبل و منها جاء الاحساس بالخوف و الاحساس بالامل و رغبتنا انّو المستقبل نردوه متماشي مع امالنا...السؤال المطروح :ياخي نجمّوا نبدّلوا مجرى الاحداث بأفعالنا ؟؟؟؟؟
الجواب ما نجموش نأكدوه بنفس الطريقة اللي ما نجمّوش نبيّنوا وجود حقيقة خارجة علينا ...و هكّة يوليو برشة "سوليبسيست" يخممّوا اللي احنا ما ناش عايشين بالحق و اللي ما ذابينا نصرّحوا اللي ها العالم ماهو في حقيقتو الاّ "وهم" ناتج عن التجربة الحسية المباشرة ...الصعوبة المنطقية تجي من انّو في بالنا برواحنا بش نبدّلوا ها العالم اللي عايشين فيه و نسينا اللي احنا مكون من مكوّناتو :معمولين من نفس العناصر الكيميائية اللي معمولة منها المكونات الاخرى و تحكم فينا القوانين الكونية الاساسية.
نجموا نطورو فكرة لابلاس اللي تقول اللي العالم في الوقت "و"(وقت=و)ا يحدد حالتو في الوقت "(و+1)" (مبدأ دومينو تطيح كعبة يهبطوا اللي في جرتها) ..يعني كل حرية وهمية !!!
اما فكرة لابلاس ما خذاتش بعين الاعتبار اكتشاف"بوانكاري" اللي بلورو في مشكلة "الاجسام الثلاثة"اللي يقول الي ما نجّموش نعرفوا اخر نتيجة في السلسلة متاع "ديترمينيزم" متابعة..خاتر النتيجة الاخيرة المنتظرة مربوطة بشروط متاع انطلاق ..و بما انّ معرفتنا لشروط الانطلاق محدودة يعني معرفتنا لنتيجة الاخيرة محدودة ..الملاحظات هاذي الكل ما تعطيناش الفرصة بش نبينوا ياخي نجموا نتمتعوا بالحرية و لاّ"لا"..كل واحد فينا ينجّم يزعم اللي هو "حرّ" على الاقل في وسط الضوابط اللي عملها الكون و اللي ساعات العلم ما ينجمش يوّضحها بدقّة.

التلاميذ: توة عنّا قداه نسخايبو احرار و احنا نفسانيا مكبلين بلا وعينا و اجتماعيا بالاحكمة المسبقة و الا مساواة كيما نجهلوا الاسباب الحقيقية الي تحرّك فينا ..بش نسألوك هل
انّو الاحساس بالحرية "احساس وهمي"؟؟؟؟؟؟

الاستاذ جاكوار: انا نرى اللي اي فرد محكوم بالبرنامج الوراثي اللي جايني من موروثي الجيني ..و بالاراء و التصرفات الي جايتني من موروثي الثقافي و الناس اللي عايشة معاي .. نعتقد الي انا "نتاج " تاثيرات نفسية امّا بالرغم من هذاكة ...نحاول نبني روحي بناء ذاتي يخليني نزيد للي عندي في الوقت الحالي و خاصة في المستقبل ..كان جيت نتاج تاثيرات خارجية فقط ماني نكون "منتوج صناعي" اي نهاية لسلسلة من الاسباب...امذا بنائي لذاتي هو اللي يخليني نتحول من مستوى "الشيء " الى مستوى "الشخص"...ما دامني نجم نحكي على روحي بصيغة ضمير "هو" و هي حاجة ما يشاركني فيها كان جنس البشر ...الحاجات و الصفات اللي فيّ تنجم تكون" لبنات" بش نبني بيها روحي ..التاثيرات نجم تكون مشجعات تعاوني على الاختيار و موش اسباب تلزّم علي نعمل حاجة معينة..مثال تاثيرات اللاوعي قادرة بش "تدفعني" اما موش "تجبرني"..صحيح هرموناتنا هي اسباب تصرّفاتنا اما نجموا نردوها ادواة طيعة و موش نقعدوا تحت سيطرتهم ...هرموناتنا الجنسية تحرّض فينا على ممارسة الجنس اما احنا نجموا نردوها اداة للحنان و الحب .


التلاميذ: توة انت قلت الحرية ما نجموش نبينوها و لا حظنا الي انت تحكي على كما انو الحرية حاجة واقعة و صايرة بش ما نقولوش قيمة
الاستاذ جاكوار: الحرية ما هي الّا اختراع بشري شانو شان الحقوق و الحب ..هي جزء من الحقيقة اللي عملناها احنا ملّي وعينا بذواتنا ...احنا البشر نعملوا سلم طبقي للقيم مثالا المجتمع الديمقراطي يعمل اختيار ما بين حرية مساواة اخوّة و الا عمل اسرة وطن ...الحرية تنجم تكون ساهلة باقل ما يمكن من الموارد(القوانين مثلا)...القوانين تدخل في العبة لحماية الحريّات ..اما مشكلتها انها ذاتية و جاية بعد التخلص من القوانين السابقة

التلاميذ: تنجمش تعطينا "مفهوم" للحرية؟؟؟

الاستاذ جاكوار: الحرية ما نجموش نحددولها مفهوم الا برجوع الى كيفية بناء كل واحد لنفسو بمساعدة الاخرين...و بالتالي ما هيش امكانية فعل اي شي خاتر نحبو نعملوه
الحرية هي القدرة على صنع نسيج مع الاخرين ..ماهيش ممارسة فردية...القولة "توفى حريتك كي تبدى حرية غيرك" توحي اللي لازمنا نكونوا زوز من الناس على الاقل بش يبدى الواحد حر..بعبارة اوضح وضع قواعد للعيش الجماعي ترضي كل واحد ...الحرية ما تتكسبش ضربة وحدة لازمها تتاقلم مع العالم اللي نعيشوا فيه ...نجم نعتبروا الخلق عمل فردي و بناء فرد وقت ..بما انو فردي ما هوش مكبل بضوابط جماعية ..الشاعر و الرسام ما يدافعو على حقهم في الانتاج كان وقت العرض امام الناس ...في المجتمع صعيب بش تتعرض حاجة مخالفة للعادة متا 'اونتي كونفرميست' و ما دام العباد هكاكة ديمة يقعد الضغط على المبدعين و تزيد رغبتهم تقوى اكثر نلخص هذا في قولة ميتران"احترام الناس للّي ناس الي يخلقو هو بارومتر الحريات"

التلاميذ:شنوة رايك في التشدد و التعصب؟؟؟شنوة رايك في الصنصرة ؟؟؟

الاستاذ جاكوار:بصراحة نحب كل شي يتقال حتى الكلام المعادي للعرق و المعتقد و الافكار..اما لازم تكون عنّا التربية اللازمة بش ما نردوش الحوار حرب حامية الوطيس ..كيما نرى الي الصنصرة مشروعة في حالة البورنوغرافيا و العنف الشديد اللي تنجم تاثر على ذوي الانفس الضعيفة و الاطفال

vendredi 26 juin 2009

yin et yang


المعروف انو ها الشكل ظهر في الصين قبل ما يتولد المسيح بثلاثة قرون و بيه نجموا نقولوا اللي التفكير التاوي ولّى مألوف عند الغرب ..من وجهة رأي برشة , الين و اليانغ يكشفنا اللي حاجة مستحيلة انّا احنا نجمّوا نترجموا بكلامنا شنوة اي رسم يوحيلنا
ما نبعدوش لبعيد ياسر , اسم "ين و يانغ" يعطينا احساس بالقطيعة ما بين " الكلمات المتكونة منها العبارة يعني "ين" و "يانغ" ...جل التعليقات اللي قالوها الناس على هذا الشكل فيها تركيز علو ان فما اختلاف ما بينهم الزوز : "اليانغ" يمثلوا الجزء الاسود من الشكل و هو مربوط بالسماء و بالجنس الذكري و بالجبال و بالاعداد الفردية في حين ان "الين" يمثلوا الجزء الابيض و هو مربوط بالارض و بالجنس الانثوي و بالوادي و بالاعداد الزوجية و هكة نفهموا من التعاليق اللي فمّا ايحاء بالتقابل ما بين العناصر في الكون و اللي زيادة متاع عنصر تتسب في تراجع العنصر المقابل ليه ..اما الواحد كي كي يتمعن في رؤية الرسم مليح يشوف اللي فمّا علاقة اتصّال و "تضامن" ههه متاع التقابلات خاتر العنصر ما يعرف وجودو كان بوجود العنصر المقابل..اليانغ كي نعطيوه مفهوم ماهوش هو الين و العكس صحيح ...الدائرة الصغيرة السوداء في وسط الجزء الابيض و البيضاء في وسط الجزء الاسود تورّي تواجذ العنصر المعاكس في داخل كل عنصر ..مثال الحب والكره ما نجموش نحسو نيهم و لا نعيشوهم كان فماش واحد منهم في مسار الاخر ...يعني اجنا ما ناش نواجهو ا في حقيقتين مستقلين على بعضهم بقدر مااحنا نواجهوا في زوز مظاهر لنفس الشيء و بالتالي احنا ناخذو زوز وجهات نظر على نفس الشيء .....

الين و اليانغ خلاو برشة علماء يربطوا علاقة ما بين التفكير التاوي و الفيزياء كيما في الفيزياء النسبية احنا نحسبوا الزمان "معين" وحدو و المكان "معيّن " اخر وحدو منفصلين على بعضهم بش نحددو الاحداث فيزيائيا اما هوما في الواقع ماهومش مستقلين على بعضهم تماما و يشكلو مع بعضهم وحدة مكان-زمان اللي نعيطولها "ريفرنسيال".

من ناحية اخرى, نراو الين و اليانغ محاط بدائرة بلاش بيها ما يتوجدش و يفقد معناه ...ها الدائرة تمثل الحقيقة كلها و الشكل هذا اختارو الفرعون "اخناطون" بش يمثل الاه الوحيد اللي حبّ يعوّض بيه تعدد الالهة الموجودة في مصر...ها الدائرة ما تنجم تكون كان الشمس بدون اي شك و خاصة الحاجة" البرفات" اللي تحيط بكل حاجة موجودة ...

jeudi 25 juin 2009

هل انا مسلم او ملحد؟؟؟؟

ما قيت ما نعمل نستنى في صحابي بش نخرجوا نكملوا السهرية اللي ظاهرلي بش تولي صبحية ..قلت نكتب تدوينة نبلور فيها صفة الذاتية اللي نعتوني بيها برشة عباد في الفايس بوك و قالولي مدونتك يغلب عليها استبطانك لنفسيتك اكثر من عرض لافكارك ...ما عليناش انا في ها الليلة المجيدة اخترت بش نحكي على روحي ..بش نحكي على حالة الريبية اللي وصلتلها و حالة الشك في كل شي... في الاه و في الاديان و في نفسي..قداش الدنيا تتبدل يا بو قلب ..على قدر ما كنت تقي و شادد ببوشتي و نعشق دين الاسلام و نفد من شكون يقوم بازدراؤو قدامي و لا شكون يربرب قدامي ..زبي ما نحملش شكون يحل فمو و يجبد الذات الاهية بالخايب و لا يتهم الاسلام باي تهمة تطيح من قيمتو كدين سماوي جاء بش يكمل مكارم الاخلاق ...بصراحة كنخزر ال روحي توة و قبل باشهر نبهت ..نقول شوف الانسان قداش يتبدل في فكرو و عقيدتو و في قناعاتو ..بعد ما عدا فترة هامة يكرع من شتى ضروب الدغمائية و هو مكبل بالعادة و ما يمارس في حتى نشاط يخرجوا من حالة السبات الوثوقي اللي كان راقد فيه ...صدقوني كنت نعشق دين الاسلام ..نموت على كتب الدعاء و اللي حفظت منهم برشة ..نرى في الانسان المصلي انسان مثالي ما يغدرش و ما يعملش الدوني لغيرو ...كنت نحط المسبحة بحذا راسي في الليل و لا نسبح بصوابعي و نشد في "اللهم صلي و سلم وبارك على سيدنا محمد"و نشد ليلة كاملة و انا نحاول نقولها 1000مرة خاترني طامع بش نغفر ذنوبي و لو كانت على عدد اوراق الاشجار..نقوم في الليل نصلي قيام الليل و نصلي الصبح حاضر ..3 سنين بدون انقطاع و انا نحاول نحافظ على صلاتي و نمشي للجامع رغم تحذير العائلة الكريمة من مغبة الوقوع في شراك الخوانجية و الغوص معاهم في نقاشات بيزنطية تنجم تعملي غسل دماغ...دارنا ما يحبونيش نتفرج في قناة المنار وقتلي كنت في الابتدائي ..برشة اصدقاء العايلة يبداو يتغامزوا علي وقتلي يجيو بش يتقهوجو و يعملو السهريات الخمرية الفاخرة متاعهم يراوني بش نخرج للشارع يبداو يضحكوا "شنوة قاصد ربي للجامع ..رد بالك يتنقض عليك الوضوء" و يشيخو بالضحك ..ما نحكيلكمش على علاقتي بالجنس الاخر كيفاه كانت....قداش كنت نضحك برجولية ..تتعدى طفلة في الشارع نهبط عيني زعمة زعمة غض من الابصار..كانت الفتاة او المرأة المتحجبة ياسر مقامها عالي عندي..نرى فيها المرأة الصالحة و التقية اللي تفهم دينها و ما تطيحش في الخطيئة ..كنت نجري وراء الوالدة بش تتحجب ..ياسر كنت نضحك بصراحة ..عديت طفولتي نقري في قصص الانبياء (نتذكر كتاب ابن كثير قريتو الكل و انا سادسة ابتدائي)و قصص السيرة النبوية و زوجات الرسول ...كنت نسأل الوالد على كنائس روسيا هل هي كاتوليكية ولا اورتودكسية و كانت اجابتو لنو الاتحاد السوفياتي ما كانوش عاطين اهمية للدين و اللي السوفيات ما يستعرفوش بحاجة اسمها ربي ...قعدت باهت كيفاش هوما في اوروبا اللي اغلبيتها مسيحية و هوما ما يمنوش بالخالق؟؟؟؟
تعدات فترة الطفولة و تعدات فترة لاباس بيها من المراهقة..حتى هبطت علي مجموعة من الاسئلة اللي طرحتها على استاذة الاسلامية و ما عطاتنيش اجابة كافية وشافية كيما
توة كيفاش ربي يعرف كل شي علينا و مباعد يحاسنا على اعمالنا؟؟؟؟؟؟
تقولي الاستاذة قال ربي "فالهمها فجورها و تقواها"...توة هاذي اجابة ؟؟؟؟
قلت بلاكشي انا لها الدرجة بوهالي و اسئلتي مل حيط؟؟؟
و مباعد كي طحت نقرى على علم الكلام و الاشاعرة و المعتزلة اكتشفت اللي موش انا بوهالي خاتر مسالة تخيير وتسييير الانسان كان مشكل عند رواد الفلسفة الاسلامية
نكمل نحكي على الاسئلة الللي بدات تبعد في على ديني الفطري بشوية بشوية ...طحت نقرى على الفلاسفة في الفترة ما قبل سقراطية و في الحضارة الهلينتسية امثال مارك اورال و ابيكور و ديوجان و نشوف في فن العيشة متاعهم االي عجبني ياسر و طريقة تفكيرهم و طحت نقرى على الوجودية بداية من كتاب "الوجودية مذهب انساني" لسارتر و ناقش فيه بقلم رصاص بمرجعية اسلامية ما نجمتش نتخلص منها و قريت لنيتشة و كمل في الليسي قريت نظرية التطور و ريت الاستاذة كيفاش فسخت النموذج "الفيكسيست" و الاماركي و خلات النموذج الدارويني...بديت ندخل بعضي برجولية..فديت طلعت روحي ...ما نحبش نكون ملحد و نتبع افكار نيتشة و داروين و فرويد على خاتر قريت انها اداة لبسط السيطرة الصهيونية و نشر اللا اخلاق في البلدان غير اليهودية حسب بروتوكولات حكماء صهيون ..و ما نحبش يكون مجموعة من الاشخاص سبب في الحادي و منهم برشة من اصدقائي اللي تصدمت كسمعت بيهم ملحدين و ينطبق علي مثل"كلمة في الصباح و كلمة في العشية " تولي المسلمة يهودية" فهل انا ملحد او مسلم؟؟؟؟

mercredi 24 juin 2009

الحروف الهجائية العربية تعاني من التشويه المفعوصي

أ:ادارة ارجع غدوة
ب: بابا عندو المعارف
ت: تحول مبارك
ث: ثماش حويجة
ج: جاء يربح صادو بوربيح
ح: حاجتي و محتاج وما في حاليش
خ: خواف ماهوش راجل
د: دبر راسو صحة ليه
ذ: ذليل الله غالب
ر: ربي ينوب
ز: زبراط و ما يحشمش
ع: عهد جديد
غ:غار على الملمة و اللي فما
ص: صباب ماء على اليدين
ض: ضربوه كسرولوا خليقتو
ظ:ظالمينو مسكين
ط: طفي الضوء اش علينا
س: سيبني خلي نشطح
ش: شلواش خدمة معترف بيها
ف: فاش قام الواحد يكون قاعد يقوم يقفف
ك: كوارجي يعني شخصية هامة و الا مثقف و بالتالي كراكوز
ل : لا طاح لا دزوه
م: مقطع مريش مسكين
ن:نوفي
ه: هز و صبط كيما حب سي المفعوص
و: واي واي يا وخياني
ي: يزي فيه البركة

jeudi 18 juin 2009

الفلسقة الجديدة بفرنسا ..اشعاع حقيقي او مزيف؟؟؟


ليوم المدونة تتناول القواسم المشتركة اللي تربط الفلاسفة الفرنسيس متاع القرن العشرين و شوية نقد لفلسقتهم و دوافع شهرتهم .
ما يميز" الفلاسفة الجدد " عن الفلاسفة لخرين و الحاجة اللي تقرب ما بينتهم انهم كانوا الكل من المساهمين و لا المنظرين لاحداث ماي 1968 بفرنسا و خذاو الكل ها الاحداث بش ينطلقوا منها في اعمالهم .و كلاو صبعهم و ندموا كي فشلت الانتفاضة و شكوا الكل في الماركسية بعدما كانو يعتنقوا هالمذهب (الاتجاه الماوي و الترتسكي...) و اعلنوا الكل قطيعة بينهم القطيعة بينهم و مابين الفلاسفة الاكادميين التقليديين من افلاطون الى هيقل و ما سلكها من ها القطيعة كان فيلسوف القوة(فريدريش نيتشة ..ههه) جيل دلوز يراه مخلص الفكر الحديث من القيود اللي تكبل فيه ..و القطيعة هاذي ما تتمثلش في اعتبار الفلاسفة القدم موش صالحين للتوجيه و الاقتداء اكهاو اما في تصويب الكلام السلبي النابع من العاطفة .نقولو احنا "خالف تعرف".الجموع هاذم يراو رواحهم "ماجور" و ينجموا يخمموا وحدهم ما غير العودة للتقليدي و التراث الفلسفي كلى راسو و كان اداة لتكريس عبودية الانسان خاترو مربوط ديما بمصالح البرجوازية و تنكروا الكل لفرويد و حاولو تبديل التحليل النفسي بصيغ تحليل اخرى التحليل الفصامي بالنسبة لدلوز (الفصام=سكيزوفراني) في كتابو "الراسمالية و الفصام" اللي يرا فيه الي الراسمالية ماشية و تحرر الانسان حتى قريب يوصل لحالة الفصام......
الحاجة اللي نحب نشيرلها اللي اهتموا بقضايا الفلسفة و الاقتصاد السياسي و علم النفس ....و راو اللي الماركسية ماهي ايديولوجيات محاطة بقاوق و هيلمان و اللي القضايا متاع علم النفسي الفرويدي قاعد مسرح متاع تاويلات ...اما اللي يتعاب عليهم اللي هدموا و ما عرفوش يعطيو البديل الاكمل و هذا ممكن يعزى الى نقص في الموهبة ..كيما مخذاوش فكر منظم و منهجية دقيقة كيما الفلاسفة لخرين ...نقاو برشة هامشية و ياخذو قضية و يسيبو اختها ..واتفقوا على مهاجمة ماركس و ما عطاوش اي بديل و قعدوا شادين اللي القاموس الماركسي اصبح معدوم الصلوحية كيما بنواست وكلوكسمان
كيما تلهاو بالذة و الشهوات و الرغبات و جعلوا منها مكيفات للشخصية و اسسها شان ليوترد في" الاقتصاد الشبقي"(الشبق = الليبيدو) و قالو بتعويض التحليل النفسي بصيغ اخرى و ما عطاو لا قوانين و لا نظريات تخدم هالانواع الجديدة للتحليل..كيما كانت ارائهم ساعات متنافرة .....
و نجمو نقولو اللي الشهرة متاعهم راجعة بالاساس للمواقف السياسية المتذببة متاعهم بداو بماركس ..و مباعد تعددت مشاربهم فما شكون يعتر روحو من اقصى اليسار و فما شكون يمين و حتى اليمين الجديد ....و سخط عليهم اليسار الفرنسي خاتر تنكروا الماركس و شنعوا فيه ...نقاو اللي فرنسوا ميتران (الحزب الاشتراكي) و لوران ساليني ( الحزب الشيوعي) فدوا منهم و اعلنوا ذلك و تحرج منهم اليمين بسبب مناداتهم المكشوفة . للتمرد على راسمالية
خلو الساحة الفرنسية مم فلاسفة ممتازين امثال سارتر و بشلار و هو الي جعلهم يبرزوا كيما استعملوهم بطريقة غير مباشرة في مقاومة اليسار بالاضافة للدعاية متاع وسائل الاعلام ..

mercredi 17 juin 2009

الكوميديا الجنسية في السينما التونسية


كيفاش يعري السينمائين التوانسة الجسد في افلامهم؟ اش مازال باش نشوفوه بعد افلام الجنس و الخلاعة و الاباحة؟
اسئلة مازال يطرحها الغرب.و يحاولو يقاولها اجوبة من خلال تحليل جل الافلام التونسية متاع برشة مخرجين امثال
النوري بوزيد و فريد بوغدير و المنصف ذويب و الجيلاني السعدي و سلمى بكار و غيرهم

الاكيد برشة منهم لاحظوا اللي برشة مخرجين توانسة مازالو منبهرين بتوضيح معالم الجسد و تصوير المشاهد الجنسية بكل دقة حتى يعطيو للفيلم طابع الواقعية اكثر ما يمكن خاتر تمكن تكون المشاهد خادمة للحبكة الفلمية ...مثال اغتصاب العاهرة الجميلة في فيلم عرس الذيب للجيلاني السعدي الي تقوم بدورها الفنانة انيسة داود من طرف اربعة شبان فرد وقت و بدون اي رافة من عندهم ...نراو الممثلة من خلف و هي في وضعية(.احشم )و نسمعوا تاوهاتها و نراو النصف الاعلى للممثلين الرجال في حركة مستمرة مع الاشارة الى وجوههم لابراز حالة النشوة اللي يحسوا بيها
و لسائل ان يتسائل شنوة السبب اللي يخلي ها المخرجين يتجرؤوا انهم يصوروا هل اللقطات المثيرة و هوما عايشين في مجتمعات مسكرة اللعب و تعتبر مسالة الجنس مسالة خطيرة و محرمة و تعكس الفساد و الانحلال الاخلاقي اذا ما كانتش في اطار العلاقة الزوجية .

السبب نجموا نحسبوه وجيه و بسيط للغاية.و يتمثل في رؤية المخرجين التوانسة انو الالحاح على الجسد و الجنس حاجة لازمة بش الواحد يرى تصويرتو في المراية و يحل عينيه على الحاجات القبيحة و المشوهة في المجتمع متاعو ...حاجة صايرة و المجتمع التونسي يحب يخبيها و يجيبها "عقيدة و سلوك " ..

بلوجيك نجموا نتسالو ما مدى نجاح السينمائيين التوانسة في تناولهم للجسد و الجنس؟

بنظرة على مجموغة من الافلام الطويلة و المتوسطة و القصيرة ....نجموا نقولوا اللي فما نجاح في فيلم الحلفاوين لفريد وبوغدير و في "حمام الذهب بلاع الصبايا" للمنصف ذويب اللي لقى صيغة في تعامل مع الممنوع و المكبوت خلاتو يتعامل مع الممنوع و المكبوت بطريقة ناجعة ..من خلال رصد عيون الطفل المنبهرة بالجسد الانثوي العاري و اذن "الفرانقي"( الرجل اللي يحط الفحم بش يسخن الحمام) المتمرسة على التقاط اصوات الاسطلة و القباقب و الماء في الحمام ..و نجموا نقولو اللي الطريقة الفنية اللي تصور بها الجسد في فيلم "يا سلطان المدينة" للمنصف ذويب خاتر نقاو اللي المتعة الايروسية الشبقية مهمومة و كئيبة مثل كابة المضاجعة ما بين "الرجل السكير" و "المومس السمينة" و اللي تنجم تكون راجعة للوضع الاجتماعي و الاقتصادي العقيم و المتردي في وسط "الوكايل" في تونس ...

من ناحية اخرى , نلاحظوا اللي السينما التونسية عطات اهمية للرغبة الجنسية الانثوية المكبوتة و اللي مربوطة بقداش من عامل ....ناخذو فيلم "الخشخاش" لسلمى بكار كمثال ..حيث كانت البطلة (مثلتها ربيعة بن عبد الله) في حالة مزرية من الفراغ العاطفي و عدم اشباع شهواتها حتى في اطار علاقتها الزوجية المشروعة خاتر راجلها كان شاذ حنسي و هو شي اللي خلاها تدمن عل الخشخاش و توصل حتى ال ى مستشفى الامراض العقلية ...نراو لقطة و هي تحاول اثارة زوجها و هو غير مبالي و قالها "بش نرقد" و طفى الضو و خلى لهيب شهوتها يطفى و وتوترت اعصابها ....

و في فيلم "البزناس" للنوري بوزيد نراو شهوة "خمسة" تجاه المصور الفرنسي اللي تترددلوا على بيتو في الفندق و فيها تصاورها و تصاور خطيبها روفة ....الاغتصاب الجسدي اللي تحس بيه خمسة هو الاغتصاب متاع تصاورها و هي عريانة المعلقين في البي متاع الوتيل ...
وقتلي تتعرى خمسة على رمل البحر و موش في الغرفة..نفس الشي خاتر الصور عراها و عرف هويتها العربية باعتبار انو الصورة تعطينا لمحة على الاخر ..هويتنا بصورنا ...
* الجسد في السينما التونسية مقهور حامل هوية كاملة موش جسد الممثلين متاع الافلام البورنوغرافية اللي بلاش تاريخ و لا هوية و لا هموم ....الجسد في مثال النوري بوزيد كمثال جسد مغتصب و رافض االى كل حاجة تنسيه الام الماضي و تقيه من الادانة الاجتماعية ..المومس شخصية محورية في افلام بوزيد و هو ديما يقول اللي يعشق عالمهم ...المومس ملاذ الشباب الضايع و الكبل بالعقد ..المومس العجوز "شجرة" تحل دارها ال 4 شبان و تفرح بيهم و تكرمهم ..هي وسيطة هوى خلات البطل "الهاشمي" يعرف تجربتو الجنسية الاولى مع "امينة".تقول البطرونة شجرة "انا كل واحد يجيني نفرح بيه و يدخل في قلبي و نحطوا في عيني" ..البطرونة مازالت متشبثة باخلاق الضيافة و العلاقات الانسانية الباهية ..تكره العرك ما بين الشبان خاتر يعكرلها مناخها الداخلي و يوريها سلوك انساني تكرهو وقتلي الهاشمي ال امينة بش يشوفها تقلو "امينة انساها"و تامر امينة بالدخول
صفائح ذهب للنوري بوزيد ...نراو اليساري الماركسي السابق يوسف سلطان يضاجع في مومس عرفها قبل ما يدخل للحبس و نحسوا الي الجسد متع المرا ماهو الا مجال للترفيه كيما الخمرة بالنسبة ال يوسف سلطان

samedi 13 juin 2009

محتال بن بروال .....طبال ابن زكار

جو اليوم موش عادي, جو احتفالي متاع شطيح و رديح ….اخترت موضوع "السود بتونس" فيما يخص اصولهم و مرجعياتهم و عاداتهم ..شوية فزاني و شقاشق و "صطمبالي" و بوسعدية اما ما نحبكمش تتخمروا نقعدوا ما تكملوش تقراو التدوينة الكل ..في الواقع اللي يقوموا بعروض "الصطمبالي" في شمال افريقيا و في تونس بالتحديد يرجعوا في نسبهم ال "بلال بن رباح" ( العبد المعتوق عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم) و يعتبروه جدهم المشترك .. لكنو في المقابل لا يعتبر بلال سبب بروز ها الحركات الصوفية الشعبية خاتر مصدرها ما كانش راجع للعبيد بقدر ما كان راجع للزنوج الاحرار في افريقيا السوداء .
بدات في النيجر وجات للمغرب العربي عن طريق تجارة الرق و بذلك تكون فيها انفاس "افريقية" و "اسلامية" فرد وقت
و بش نفهموا بعض عادات ها الجماعة لازمنا نحاولوا نفهموا ها الاسطورة ان صح القول الي تقوم عليها و هي اسطورة بلال ...قيل ان بنت الرسول صلعم مرضت ..و حارو في امرها بما انهم مل قاولهاش الدواء بش تشفى حتى جاء بلال هازز الشقاشق متاعو و بدا يشطح و يعمل في الحس في الشوارع و الاماكن اللي يمشيولها الناس ..ومن وقتها برات المريضة و ولاو البلاليين يبرروا في الطقوس الشعبية اللي يعملوا فيها .....من ناحية اولى راو في هل القصة تشريع للعادات و العروض اللي يعملوها في الشارع بش يجيبوا الفلوس و يدوروا الدولاب .....و من ناحية ثانية "تشريع التطبب" و التقنيات شبه الطبية اللي يستعملوها في شفاء الامراض الجسمية و الروحانية و اخراج الجن و ما الى ذلك من عادات متاع الجهل و التخلف و التدغيف ...


كانت بلاد" السودان"( نقصدوا بيها بلاد الزنوج و موش السودان اللي يتعدى منها النيل بحذا مصر) متكونة من امبراطوريات كيما "مالي" و "قاو" و "بورنو" .....و كانوا محسوبين كمجموعات كافرة اقرب للحيوان اكثر منهم للانسان المتحضر كيما وصفهم ابن خلدون في القرن 14 ....و في خضم الفتوحات الاسلامية بدات حياتهم تنقلب راس على عقب ...كان فما واحد يقولولو "جلاب" يجيب العبيد و العاج و الذهب و يبيعهم في اسواق النخاسة على عين المكان كيما سوق "خوخة " ( عاصمة بورنو ) ولآ يهزهم لبلد الفزان ( منها جاي ايقاع الفزاني............هييه) منين يجيب التجار السلعة الى تونس و مصر....مثلا في تونس كان سوق البركة مكان ينصب بيه التجار و يعتبر "سوق النخاسة" بتونس ....يجيو غادي اعيان و اغنياء البلاد بش يقششوا نهارة الجمعة بعد الصلاة و يفرزو ا نهو خير من البضاعة البشرية المعروضة على صوت "الدلال " اللي يعيط باعلى صوتوا بش يجيب الحرفاء اللي يلي يشريو يمشيو يقيد العبد عند عدل من الثقات بش يكتب المعطيلات متاع العبد ...تعرفوا اللي القانون يحمي الجميع....







وبعد الغاء الرق عام 1846 ولاو الزنوج يتلموا في جماعات عرقية مثلها الاعلى المؤذن بلال اللي يراوه شهيد الله و مؤازر رسول الله ... اللي قالوا ربي فين بش يمشي بش يخلي اولاد(ذرية) ....الجماعات هاذي تتوجد في ديار منها ما يملكها البايات ..كل دار تختلف عن الاخرى في الوظيفة و البلاد اللي جايين منها ...و مباعد ولات الزوايا و الاضرحة متاع الاولياء تحتضن فيهم و تسمحلهم بش يفتقوا مواهبهم قد ما ينجموا خاترها مقر توافد متاع التونسيين في الزيارات ...
كل رئيس دار اسمو "قلاديمة" اللي عندو اصدقائو الموهوبين في عملان السهريات الموسيقية اللي يغنموا منها برشة فلوس على بشكير مطيش قدام الاوركستر و ليالي "الزيارات" يخرجوا هازين علوش كقربان ( خرجة عتروس) و يدورو في المدينة بالشقاشق و الطبال بش يحضبوا العباد و تولي قافلة تسير ..بالطبيعة هاالتقاليد تستقطب النساء اللي امورهم تاعبة اجتماعيا من السود و حتى مل البيض اللي عجبهم الجو متاع التطبب و المعالجة الروحانية عن طريق الحفلات اللي يقيمها الجماعات العرقية السوداء اللي حكيت عليها





..كل جماعة متكونة من 3 فرق موسيقية ..كل فرقة فيها مرأة يعيطولها "العريفة " و هي اللي تحضر الوصفات العجيبة و تتواصل مع "الناس الاخرى " مباشرة ب"المقانيني"( وصفة) تحطها للجنون بش ينفخو فيها و بعد توصية المريض بعدم اكل اي شي او التحدث مع الناس مدة 3 ايام بعد عقدان النية الازم ...و بعد ذلك تجي مرحلة السطمبالي على ايقاع الموسيقى اللي هي حاجة لازمة لاخراج الجنون و الارواح الخبيثة و نزع العين السامة بعد ما يتخمر المريض ...الاوكستر الموسيقي متكون مل "المعلم" يعزف عل "القمبري "و يعزف على الات اخرى حسب المرحلة متاع المعالجة اذاكة علاش معلم بالاضافة الى مخاطبتو للجنون بطريقة غير مباشرة و معرفتوا للحضور و المستحضرات اللي تدوخ و تكوخر بش يتخمر الواحد ..و فما الشقاشق اللي يعملوهم سود وحد اخرين يسايرو القمبري و يبداو على يمينوا و يسارو ..فما صطمبالي خاص و عمومي و سنوي تمشيلها العايلات التونسية و تعتقد في نجاعتها و هذا لارادة المستعمر و ناس كانت على نيتها اما انا مستغرب مل ناس 2009 اللي مازالو يمشيو للحكماء الروحانيين و ضرابة الخفيف ..حتى من ناس متعلمين و مثقفين ....زعمة شنوة الحل؟؟؟؟؟