dimanche 22 novembre 2009

noirs en tunisie


التمييز ضدّ أصحاب البشرة السوداء في المجتمع التونسي، جرح ينزف في صمت لم يندمل رغم عديد التغيرات الاجتماعية والثقافية ومظاهر الانفتاح التي يشهدها المجتمع… نظرة دونية يبطنها البعض ويتجاهر بها البعض الآخر ولا تخلو من التحقير في أغلب الأحيان…
- ألسنا نقول" سوّد الله وجهك لمن نغضب منه؟!


- أليس أهل النار سودا وأهل الجنّة، كلّهم، بيضا في مخيالنا الشعبيّ… أمثلة وتعبيرات عديدة ساكنة فينا من بقايا عصور العبودية والانحطاط، في مجتمع نتبجّح بالقول عنه إنه متفتح ومنفتح ومتسامح… وهلم جرّا من المصطلحات الفضفاضة الخالية من معانيها الحقيقية..
هكذا نرى ونتعامل مع السود الذين يمثلون جزءا هامّا من نسيجنا الاجتماعي والثقافي ومن تاريخنا " الأسود
".


السود وإرث العبودية الثقيل:
في جانفي 1846 تمّ في تونس إلغاء الرقّ من طرف المشير أحمد باشا باي حاكم الإيالة التونسية تحت ضغوط أروبية كان الهدف من ورائها إلغاء استعباد أسرى القرصنة البحرية من الأوروبيين، وهو ما مفاده أنّ السود في تونس لم يكونوا هم المستهدفين من هذا القانون، ولكنهم استفادوا منه رغم أنه لم يلغ واقع العبودية بالنسبة إليهم، إذ تواصلت لعدة عقود بعد هذا القرار، خاصّة في مناطق واحات الجنوب حيث استوطنت أعداد كبيرة من السود، الذين تمّ جلبهم منذ الفترة الوسيطة من مناطق جنوب الصحراء لاستغلالهم كعبيد وخدم، حيث أنّ امتلاك العبيد والخدم السود كان نوعا من الوجاهة الاجتماعية.


وحتى بعد أن تمّ القضاء نهائيا على العبودية فإنّ رواسب تلك الفترة قد ظلّت سارية في ظلّ نظام اجتماعيّ بقي وفيّا للماضي، حيث بقي الأسود يلقّب بالعبد والخادم حتى وهو حرّ، كما أخذ الكثير من السود أسماء وألقاب مالكيهم السابقين وبذلك بقوا يحملون إرثهم العبوديّ في مجتمع، لا يزال إلى حدّ الآن في كثير من المناطق، يرفض المساواة، بل ويصرّح بها ويفصل بين الأبيض ( الحرّ) والأسود (العبد) حيث أنّ الثقافة اليومية المتداولة، وجملة الرموز التي يتناقلها الناس في معاشهم اليوميّ، لا زالت تحتفظ ببقايا هذا التمييز، وذلك باستعمال مصطلحات وصفات من القاموس اللوني الذي يتمّ تلطيفه لإصباغه بمشروعية أخلاقية تجيز له التصريح.


وفي هذا المنحى يقول الأستاذ هشام الحاجّي، المختص في علم الاجتماع، أنّ "هذا التمييز يعود بالأساس إلى أسباب ثقافية، إذ أنّ هناك رغبة مجتمعية لاواعية للحفاظ على التجانس اللونيّ خاصّة وأنّ الثقافة التقليدية، التي لا تزال فاعلة في جوهرها، ثقافة هرمية تقوم على الثنائيات وتستعيد بشكل من الأشكال ثنائية السيد والعبد، وهذا التمييز وظّفته الثقافة الشعبية للحفاظ على هذه الهرمية من ناحية، ولمنع كلّ حراك من شأنه أن يهدّد أسسها ويدعو إلى تغييرها.


وفي اتصال بالواقع اليومي المعيش، تحدّث الشابّ حسن حنزولي وهو أصيل مدينة مارث بالجنوب التونسي عن مسألة التمييز فقال إنّ المسألة تظلّ معنوية بالأساس، إذ تحسّها من خلال الحركات والكلمات التي تبدو بسيطة وعادية بالنسبة للبعض ولكنها غير ذلك، حيث تنعت دوما "’ بالوصيف " أو ’ الكحلوش " وبالتالي فإنّك أقلّ قيمة من الأبيض، خاصّة في الجنوب، حيث العلاقة هي علاقة عمودية بين الأبيض والأسود نظرا للعلاقة القديمة المتّصلة بأفضلية الأبيض عن الأسود وبسلطته عليه في السابق.



يبقى السود خارج فضاء السلطة نتيجة لمجتمع يرفض ارتقاء الأسود الموسوم بالدونية لدى البعض، ويرجع الدكتور مهدي المبروك، المختصّ في علم الاجتماع،هذا الإقصاء إلى "اللامساواة الاجتماعية وإلى تراث التهميش الذي تعرّض له هؤلاء لعدّة قرون، والذي منعهم من التدارك الاجتماعي في الدولة الوطنية الحديثة، وذلك ما يجعل
حظّهم في إفراز النخب السياسية العليا بالأساس قليلا ومنعدما ويحتاج إلى الكثير من الوقت لكي يتحقق".


الزواج المختلط، حصن التمييز المنيع:
لئن يعتبر السود جزءا من النسيج المجتمعي التونسي، فإنّ الزيجات المختلطة لا تزال تعتبر من الحالات النادرة، وخاصّة منها زواج الأبيض من سوداء، والمجتمع التونسي هنا لا يختلف عن بقية المجتمعات التقليدية، إذ أنه وإن كان يستبطن ريبته من المختلف في الدين أو في العرق، فإنّه يعلنها صراحة في مسألة الزواج فهو لا يستسيغ هذه العلاقة، بل يرفضها صراحة. فالزواج هو القلعة الحصينة التي تأوي إليها ثقافة التمييز وتتحصن وراءها، خاصّة أنّ علاقات النسب والمصاهرة هي أكثر العلاقات التي تبرز الرغبة في الحفاظ على النسق والنمط الاجتماعي القائمين، وذلك بالنظر إلى الأهمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمؤسسة الزواج كعملية إنتاج مجتمعيّ وإعادة إنتاجه.


ولا شك أنّ عوائق عديدة تبقى قائمة في ما يتعلّق بالزواج بين السود والبيض، فالمجتمع التونسي كمجتمع تقليديّ لا يعتبر الزواج مسألة شخصية، بل يوظّف هذه المؤسّسة ضمن إستراتيجيته المجتمعية، وهو ما يتجلى في تبخيس قيمة الحبّ وكلّ الاعتبارات الذاتية عند الاختيار.
وفي هذا الإطار تحدّثت السيدة ريم الحمروني، وهي ممثّلة مسرحية تونسية، سوداء البشرة ومتزوجة من رجل أبيض، عن تجربتها التي اعتبرتها تجربة شاقّة وقاسية، خاصّة في مرحلة الزواج الأولى، من خلال نظرة الاستغراب والاستهجان التي كانت تحسّها في نظرات الآخرين، واعتبار زوجها بمثابة المسكين المتزوج من "وصيفة".


وأمام هذا الصدّ الاجتماعيّ الرافض للزواج المختلط، قال الشابّ رضا –ب (صحفي): "لن أتزوّج من بيضاء حتى أكون رجلا أمام نفسي، بالمعنى الاجتماعي للكلمة، ولكي لا أحسّ يوما بالنقص أمام زوجتي… أقول هذا من خلال معرفتي بالمجتمع التونسيّ الذي يرى أنّ الأسود غير لائق بالمرأة البيضاء، وغير مرادف لها مهما كان مستواه الثقافيّ والمعرفيّ والماديّ".


هذا الرأي يرجعه الدكتور مهدي المبروك إلى التنشئة الاجتماعية وإلى التربية على الخوف والرهاب من الآخر، في مجتمع ينظر إلى الآخر، المختلف في العرق، بدونية وتحقير ولا يرجع فشل العلاقات المختلطة إلا إلى الأسباب اللونية.


ملاك زوايدي فتاة سمراء ذات جمال وثقافة محترمين، ترى أنّ الشابّ الأبيض لا ينظر إلى الفتاة السمراء إلا من خلال عين الشهوة (جسد وجمال مختلفان)، ومن خلال الرغبة في التشكيل اللونيّ، وتقول في هذا الشأن : "منذ صغري كانت أمي توصيني بأن أحافظ على" قشرتي" ليقينها بأنّ الأبيض لا ينظر إلى السوداء إلا بنظرة الشهوة والنزوة العابرة، وللأسف الشديد وجدت أنّها محقّة في ذلك من خلال معايشتي للواقع".
ومن جهة مقابلة تقول شادية غ، وهي فتاة بيضاء أصيلة إحدى مدن الجنوب التونسي أنّ زواج البيضاء من أسود خاصّة في الجنوب التونسي، هو ضرب من المستحيل ومجلبة للعار لها ولأهلها، فلا تتزوّج من أسود إلا ذات السمعة السيّئة، ومن تقدم بها العمر، واليائسة من الزواج بأبيض.


ومع هذا فإنّ كلّ هذه العوائق والحواجز لم تمنع من وجود عديد التجارب الثنائية الناجحة التي آمنت بقيمة إنسانية ثابتة، وهي قيمة الحبّ التي تبقى قادرة على كسر كلّ القيود والحواجز المجتمعية البائسة.
وهنا فإنّ النخب والفاعلين الثقافيين مدعوّون للتعامل مع بقايا الثقافة التقليدية، من أجل تغييرها، حتى تبرز قيم المساواة الأنطولوجية بين الناس بعيدا عن دينهم أو لونهم أو عرقهم.

alawan

5 commentaires:



  1. c interdit de copier des ds trucs de alawan

    essai d'ecrire toi meme

    RépondreSupprimer
  2. HBJ va te faire foutre

    RépondreSupprimer
  3. ca va pas le tete chez toi
    si tu n'est pas alaise dans ta peau alors cherche autre chose serieuse
    tu raconte des histoires imaginaire aupres de toi
    peu etre tu as confondu avec le virtuel

    RépondreSupprimer
  4. wallahi du n'importe quoi, ezzah, vous etes en train de répéter et calquer le discours américain et européen sur cette question. Le problème est que nous, on est en train de partager avec les européen (inconscienmment) un sentiment de culpabilité et adompter leur discours et ce sur des choses qui ne sont pas passé ici mais plutôt chez eux et dans leur histoire.

    Juste quelques questions:
    -Pourquoi, le noir, dès qu'il devient célèbre ou riche, épousera une blanche? Meme le père de la negritude a épousé une blanche.
    - Pourquoi cette folie et manie des coirs pour le blanchissement de la couleur de leur peau et du changement de leurs traits: tresses,
    opérations sur le nez...

    - Comme les noirs sont une minorité ici, pourquoi refusé les appellations de kahlouch (ce mot est équivalent à black qui très aimé par les noirs) ou wsif (qui est sorti de sa signification originale et est devenu équivalent à black, d'ailleurs, un noir tunisqien sans arrière pensée, le dit sur lui meme).

    - Pourquoi vouloir importer des problème vraiment existant en france ou en maérique et les transposer sans aucune adaptation?

    RépondreSupprimer
  5. jai jamais cru avoir de racisme en tunisie!!jai la peau blanche et mes cousins sont smor puisque leur papa asmir!! je les adore tous et ils nont jamais vecu de racisme en tunisie! bizarre !

    RépondreSupprimer